ادت اعمال العنف التي شهدها العراق مؤخرا الى زيادة الحذر و تصعيد حالة الترقب من قبل المواطنين و كذلك القوات الامنية فقد قامت قوات الشرطة في مدينة الرمادي بحملات دهم و تفتيش عدة نتيجة العمليات الارهابية الاخيرة في الفلوجة التي استهدفت المدنين و رجال الامن بثلاثة عبوات ناسفةالتي اودت بحياة العديد من المواطنين.
و بالفعل فقد اتت هذه الخطوات بنتائج ايجابية و بفترة قصيرة نسبية , فقد عثرت قوة من شرطة الفلوجة على خمسة أطنان من المواد المتفجرة داخل احد المخابئ خلال تنفيذها عملية دهم وتفتيش في منطقة كراجات الحي الصناعي شرقي الفلوجة. يحتوي المخباء على كميات كبيرة من مادة السي فور و 30 برميلا من مادة ال تي ان تي و محاليل و مواد كيمياوية تدخل في صناعة المتفجرات. عمليات الدهم استندت إلى معلومات استخبارية دقيقة, و كان هذا هو سر نجاحها, لان عمل الشرطة لن يكتمل بدون تعاون ابناء الشعب معهم, في السابق كان المواطنيين يترددون في الابلاغ عن الارهابين خوفا من قيام الارهابيين بقتل من يبلغ عنهم , لكن هذه الايام ولت الى غير رجعة.

وقال المتحدث الرسمي باسم محافظة الأنبار محمد فتحي إن عمليات الأنبار قررت إيقاف أعمال الدهم والتفتيش العشوائي وتنفيذ الحملات الاستباقية ضمن خطة جديدة للقبض عن المطلوبين وضبط أكداس الأسلحة والأعتدة وبحسب مسؤولين أمنيين فإن قيادة الشرطة شكلت دوائر خاصة لجمع المعلومات الاستخبارية وتحليلها فضلا عن تشكيل أقسام أخرى لمكافحة الجريمة وملاحقة منفذيها.
الكثير من الناس يلقون اللوم على قوات الامن و يتهموها بالتقصير علما بانهم يبذلون قصارى جهدهم و يخاطرون بارواحهم كل يوم, لكننا نرغب بان نرى المزيد منهم و نتمنى ان يقوموا بمنع العمليات الارهابية قبل وقوعها, فقد مللنا من رؤية احبابنا يسقطون ضحية افعال المجرمين الدنيئة ولكن علينا ايضا ان نتحمل جزاء من المسؤولية فالامر لا يتحمل ان يلوم كل منا الاخر فيما يقوم المجرمين بقتلنا. لذلك فان الحل يكمن في تسخير جهود المواطنين لمراقبة المدن و القرى و الابلاغ عن الجرمين حتى يتم القضاء عليهم ولكي نظمن سلامة وطننا.
ان النجاحات الامنية التي تحصل كل يوم عديدة و الكثير من هذه النجاحات لم تكن لتحصل لولا قيام المواطنين بالمساعدة, لكننا في معظم الاحيان نركز على الحالات السلبية و ننسى الجوانب الايجابية في اداء قوات الامن العراقية, ان المطلوب منا جميعا في هذه الفترة الحرجة من تاريخ العراق ان نبذل جميع طاقتنا في الحفاظ على سلامة وطننا.