اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
آية النجوى وفضيلة أمير المؤمنين عليه السلام
قال سماحة آية علي الحسيني الميلاني قدس سره: وقال في قوله (إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً)
«قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: ما عمل بهذه الآية غيري، وبي خفّف اللّه تعالى عن هذه الأمة أمر هذه الآية».
الشرح:
قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحيمٌ * ءَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقات فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطيعُوا اللّهَ وَرَسُولَهُ وَاللّهُ خَبيرٌ بِما تَعْمَلُونَ).
فيه نقاط:
1 ـ الأمر بتقديم الصّدقة للفقراء بين يدي النجوى مع النبي صلّى اللّه عليه وآله، وحيث كانوا يناجونه بكثرة ويتسابقون على ذلك، فقد كان في هذا الأمر نفع كبير للفقراء، ولمن أطاع وفعل ذلك فضل عظيم.
2 ـ الذم والتقريع للذين أشفقوا أن يقدّموا الصّدقة للفقراء بين يدي نجواهم، ولذا تركوا النجوى معه، فلم يسألوه عن شيء من الأحكام ولم يراجعوه في شيء من أمورهم الدينية والدنيوية، حتى لا يعطوا الصدقة.
ومن الواضح أن الذمّ على ترك تقديم الصّدقة فالنجوى ، إنما يتوجه على المتمكّنين من دفع الصّدقة والمحتاجين إلى النجوى مع النبي والسؤال منه عن الأحكام وغيرها .
3 ـ نسخ الأمر بتقديم الصّدقة والتوبة على من يقم بالواجب. ومن المعلوم أن الحكم الشرعي إنما ينسخ إذا عُمل به ولو مرةً واحدة .
منقول للأمانة