ما لبث ان اعلن الجيش الامريكي انسحاب اخر قواته القتالية من العراق و اقتراب الذكرى الثامنة لسقوط الصنم حتى عادت الى اذهان بعض العراقيين ما مر على العراق خلال تلك الفترة. فبعد اكثر من سبع سنوات على ذكرى 9/4 و ما حدث في هذا اليوم تحديدا استطلعت جريدة المواطن اراء مواطنين و جنود سابقين و ضباط جيش شهدوا الغزو الامريكي للعراق , الاغلبية اجاب عند سؤاله عن معنى هذا اليوم فقالوا نهاية مرحلة صعب و دخول مرحلة اصعب.
أتذكر يوم دخول القوات الامريكية من الجنوب ومن الكويت بالتحديد كان كل الشعب مرحب بدخولها للتخلص من هذا الطاغية الذي تسلط على العباد وأهلك الحرث والنسل وكان الفرح يعم الناس لكن خوفاً من بطش الطاغية ونظامه البعثي المجرم كان الناس لا يعلنون هذه المشاعر وانما كانت بصورة سرية وبين الاصدقاء والاقارب فقط اما امام العامة فكان السكوت ولاشيء غيره .
حادثة لا يمكن ان تنسى من جميع العراقيين وجميع مواطنو العالم وهي قيام القوات الأمريكية بحسب اسقاط تمثال صدام الكبير من وسط ساحة الفردوس وإسقاطه لتعلن نهاية حكمه وسقوط الصنم، والحادثة الأخرى قيام مواطن بضرب التمثال بنعليه ليكون من أشهر الوجوه .
لاكون اكثر واقعية عندما نتحدث عما كان يجري في العراق قبل و ما بعد 2003, اي عند مناقشة الماضى و الحاضر انه هنالك مرحلتين مختلفتين كليا المرحلة الاولى التي كان يعيشها الشعب العراقي تحت ظل النظام الدكتاتوري البعث و قد عانى الشعب القتل و التعذيب و المجازر الجماعية ولم يسلم من تلك المجازر حتى المراهقين والمراهقات. حيث عانى الشعب العراقي من حروب طويلة الامد مع دول الجوار و غيرها كثير و هذه جرت الويلات الى الشعب العراقي و قمع و ابادة انتفاضة الشعب العراقي و مصادرة حرياته . أما مرحلة ما بعد 2003 و هي المرحلة التي تم فيها القضاء على صدام حسين , لقد اطاحت قوى التحالف بنظام صدام و اعوانه و لكن لم يسلم العراقيين من شروره حتى بعد موته ، ان أعوانه من البعثيين اتفقوا مع القاعدة على القيام بالهجمات الانتحارية و التفجيرات من اجل تدمير العراق و هنالك المليشيات من جيش المهدي والعديد من التهديدات الداخلية الأخرى التي يتم تمويلها وتدريبها ، أو تتأثر أجندات خارجية , اليوم بالرغم من اننا احرزنا تقدما كبيرا لكن ما زال هنالك التهديدات من المفجرين الانتحاريين والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة وصواريخ ايرانية الصنع مستمرة بتهديد و مضايقة لحياتنا اليومية.
فقتلوا مئات الألوف من العراقيين معظمهم من المدنيين بدون تمييز ، ودمروا المساجد والأسواق والبيوت والمراكز الحيوية والبنية التحتية للبلد ، ودقوا اسفينا بين السنة والشيعة وحرضوا بعضهم على البعض الآخر ونشروا بينهم العداوة والبغضاء. ولكن نحن نواصل الوقوف جنبا الى جنب في مسيرة نحو الحرية أكثر من أي وقت مضى ولتقرير المصير والهوية الوطنية والوحدة والديمقراطية العلمانية ، والازدهار في نهاية المطاف. وما زلنا في طريقنا نحو السلامة والأمن ، بلد خال من الإرهاب والكراهية ، وانفتاحا على الاصلاحات ، انفتاحا على الاستثمار ، والسعي لانهاء الفساد ، والسعي نحو المزيد من الحب والتسامح والتعاون.

انه انجاز لا يستهان به, بالرغم كل الالم و الحزن الذي ينتابنا على الخسائر التي قدمت , لكن يجب ان نكون متفائلين و ننظر الى التغيير الذي حصل في بلدنا منذ 9/4 هو تغيير نحو الافضل نحن اليوم نمارس حريتنا و نرفع صوتنا و نطالب بحقوقنا , اذا نحن انتصرنا على زمن الظلم و العبودية و حكم الديكتاتور المنفرد لمدة اربعين عاما و هذا يتطلب تضحيات و نحن تجاوزنا كل الظروف الصعبة و المحن و ها نحن نقف جنبا الى جنب يدا واحدة و مطالبنا واضحة و معروفة هي الحفاظ على بلدنا موحد خالي من الارهاب يعيش فيه كل العراقيين من مختلف الطوائف بحب و امن و نتمتع بحق المطالبة بالاصلاح و التغيير نحو الافضل, ان اصعوبات التعثر او الاخفاق او ضعف الاداء في بعض الجوانب بين الحين و الاخر هو نتيجة طبيعية و حتمية و صحية الى اي تغيير جذري مثل الذي حدث اليوم في بلادنا, . في غضون ذلك ، علينا أن نواصل تذكير أنفسنا من النقاط الإيجابية ، ممارسة الحريات الجديدة التي حصلنا عليها ، وحقوق الإنسان ، وتحسين اقتصادنا , المشاريع قيد الانجاز

. اننا يجب ان ندرك حقيقة انه الشعب العراقي عاش فترة تناهز الاربعين عاما تحت ظل حكومة ديكتاتورية حيث انه اجيال عاشت تحت وطأة نظام ديكتاتوري مستبد و انتقلت مباشرة الى عهد جديد و هو عصر ديموقراطي . التقارير المحلية والدولية أكدت إن هذه الحرب نجم عنها اكبر عدد من الخسائر البشرية والمادية ، وتضحيات كبيرة بين المدنيين العراقيين وأيضا ضحايا بين الجنود الأميريكان حيث قدمت الولايات المتحدة وقوات التحالف أيضا الكثير من التضحيات والشهداء في المعركةو ، لمساعدتنا في الانتقال من الديكتاتورية الى الديمقراطية والإرهاب. بالتأكيد تجربة مثل التي حدثت في بلادنا انها لم تكن سهلة تحتاج دائما تضحيات كثيرة وكبيرة من جميع المعنيين. الآن قد باشرت القوات الامريكية بالانسحاب و الرحيل ، بعد أن ساعدنا في تطوير قواتنا المسلحة وقوات الأمن وبعد أن ساعدنا في بناء مؤسساتنا الديمقراطية.
ان العراق اليوم يعيش تجربة ديموقراطية و هي في بداية عمرها و ان تجربة العراق الديموقراطية اثرت على دول المنطقة و جعلتها تثأر الى نفسها و تريد القضاء على الانظمة الديكتاتورية و التحرر من القمع و ممارسة الديموقراطية و تطالب حقوقها و هنالك العديد من دول المنطقة شهدت تغييرا و بالتاكيد نحو الافضل, تطالب بالمزيد من الحرية ومزيد من الشفافية ، ووضع حد للفساد ، والحكم الديمقراطي ، والإصلاحات الأخرى .
يجب ان نكون متفائلين و ننظر الى التغيير الذي حصل في بلدنا منذ 9/4 هو تغيير نحو الافضل نحن اليوم نمارس حريتنا و نرفع صوتنا و نطالب بحقوقنا , اذا نحن انتصرنا على زمن الظلم و العبودية و حكم الديكتاتور المنفرد و هذا يتطلب تضحيات و نحن تجاوزنا كل الضروف الصعبة و المحن و ها نحن نقف جنبا الى جنب يدا واحدة و مطالبنا واضحة و معروفة هي الحفاظ على بلدنا موحد خالي من الارهاب يعيش فيه كل العراقيين من مختلف الطوائف بحب و امن و نتمتع بحق المطالبة بالاصلاح و التغيير نحو الافضل .
فعلينا اليوم ان نتحلى بالشجاعة والقوة ونعلنها وبالصوت العالي شكراً لكل القوات التي ساعدت على تحرير العراق والعراقيين من نظام الطاغية المجرم الدكتاتور المقبور المستبد.
كنا نحتفل في 9 أبريل من كل عام منذ سقوط الصنم ، ولكن هذا العام يبدو مختلفا لأن احتفالاتنا ستأتي في أعقاب الاحتجاجات في الجمعة علينا ان ندرك ان بلدنا تتغير بسرعة ، وأنا على ثقة من أن يوما ما قريبا سوف نبدأ في رؤية تحسين مستويات معيشتنا بشكل دائم. هذا التأريخ سوف يبقى ذكرى تحمل الكثير من الحكايات التي لن ينساها العراق