أقول وقد هدني البعدُ عنها
وحملتها بخافقي حباً وشوقا
أيعود من غربتهِ قلبي ليلقى
بعدما حلَ بروحهِ الألقى
ومن ريحُ العراق استمد العمر
كأني دونه بالجنانِ أختنقا
قسماً بماء زمزمٍ و الحطيم
ما خفق الفؤاد بدونهِ ولن يخفقا
فو اللهِ ما ساقني الوجدِ لغيره
وإن بشفاهي الكوثر بطيبهِ أغدقا
أين ما مرت عيوني عمياء
إلا لفراتهِ ولغيره أكون أحمقا
سُقينا مر الكؤوس ونحن به
كأننا شربنا من خمرهِ المعتقا
سلاماً من فراتنا لخضاركِ الحلو
يا تونس ولشعبٍ للظلمِ سَحقا
دمائهم مسُك الجنانِ فلا تبخلوا
على من أعطى لأرضهِ وأغدقا
عفنت العروش من طغيانكم
وأذكاكم لسياسةِ يا حكام أحمقا
تحت أقدام أبو عزيزة شواربكم
وبنارٍ غدت نبراسٍ تضيء طرقا
ويا أيها الزنيم بأرض الحجاز
أتظل دوما للظلمِ والعهرِ مصفقا
هنيئاً لكم أبناء تونس لما فعلتم
وبكم ستقاد الشعوب وتوصل المرفقا
مهدوا فهذه ساعةً لا تعاد قط
ولا تعطوا الزمام لمن باع ونافقا
وترفعُ الأعلام بدمائكم مرفرفةً
كأنها أخذت للحريةً عهداً وموثقا
ليتنا مثلكم نقود أنفسنا بأنفسنا
ليس لجوارٍ يحب لنا الخوزقا