في زاوية من زوايا الشارع المكتظ بالأنوار والناس
لمحت وجهاً لفتاة فارسية الملامح
تحيطها الجواري والعبيد
وكانت بانتظاري كي اصحبها إلى المقبرة المجاورة
تقدمت نحوها بخطى ثابتة
فأشارت إلى الفيل , تقدم العبيد منه فانصاع لأوامرهم
أثنى رأسه ودلّى خرطومه وركِبَتْ هي على ظهره
مشى الفيل يتقدمه العبيد وتتبعه الجواري تجاه ألمقبرة
كان الموقف مهيباً وسط الحشود وكنت أتقدم الموكب
وهناك حيث المقبرة
وجدنا القبور قد تقلصت وصارت أحجامها بحجم نملة صغيرة لكل قبر
ساد الصمت
فترجلت هي عن الفيل وأقبلت حتى لامس كتفها كتفي
وهمست في أذني
أهذه مقبرة الأحياء
وقبل أن أجيبها
أجابها صوت انبثق من وسط المقبرة
أن يا هذه ألمتكلمة ,,
لا ترفعي صوتك
دعي الناس وأعبائهم وإلا فلن تجدي مساحة بيننا
نظرتُ في عينيها
فعلمتُ أنها تستغيث وتريد العودة من حيث أتت
وبكل هدوء
أشرتُ لها إلى فيلها فانصاعت لأوامري
وعدنا أدراجنا وهذه المرة تتقدم الجواري الموكب وظل العبيد في الخلف
أما أنا
فقد غادرت المكان بمجرد وصول الموكب










ولي عوده