بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
اليوم نرى على شاشات التفاز حوارات جادة وحادة بين اتجاهين مختلفين حول قضية سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو دينية وقد يحتد النقاش ليتحول إلى هرج ومرج لينتهي ذلك البرنامج الذي دام لساعة أو أكثر بالشتم والسباب فيما بين المتحاورين بعد أن شحنوا غيظا على بعضهم من قبل مقدم البرنامج والذي استغل إدارته للبرنامج في تأجيج الخصماء على بعضهم البعض من خلال طرحه لأسئلة تثير المتحاورين على بعضهم البعض يؤدي بهم إلى ما ذكر
وقد كثرت البرامج التي تحوي هذا الأسلوب العقيم والذي لا يخدم القضية التي من أجلها كانت بل قد تكون سببا في تفاقمها
نعم إن الإعلام العربي والإسلامي قد أصبح مسخرا من قبل الأعداء لتأجيج نار الخلاف فيما بين الدول أو بين زعماء دولة ما من خلال اطلاق مثل هذه البرامج البائسة التي تحوي ألغاما موقوتة تنفجر في الوقت الذي يريده الأعداء منها ليجد له ثغرة يدخل من خلالها إلى ذلك المكان
قد يكون ذلك المكان دولة تعاني من المشاكل التي تم ذكرها بعاليه أو قد تكون دولتان مختلفتان على أمر ما أو قد يكون المستهدف هو العالم الإسلامي بأسره الذي تمزق من جراء الإنفجارات الهائلة لتلك القنابل ليبدأ عمله الجاد في السيطرة على معالم ذلك المكان وسلب العقول والأفكار التي بقيت تعمل فيما فيه إصلاح ذلك المكان ومن ثم السيطرة على اقتصاده حينها يكون ذلك المكان إلعوبة في يديه يرميه إلى الأعلى ليسقط في الهاوية بلا قيام
نعم أيها الأحبة
إن الإعلام اليوم أخذ يتلاعب بأفكارنا من خلال استغلال ما يسمى بحرية الكلمة والديمقراطية في طرح الأفكار
نعم الحرية مطلوبة في كل شيء لكن بحدود إذا خرجت عنها أدت به إلى الفوضى
والإعلام أحد الأشياء المطلوب فيها طرح الآراء بحرية وهذا له أثر طيب في تنقيح الآراء وجمعها والوصول من خلالها إلى نتيجة إيجابية تخدم المكان الذي من أجله طرحت الآراء
ولكن إذا كان طرح الآراء لغاية ما تعين على بث الصراعات فيما بين الفرقاء المختلفين وتأجيج نار الحقد وانتهاك حرمة ذلك المكان بنشر الفوضى وتأليب أبناء ذلك المكان على بعضهم البعض خدمة لجهة ما أعتقد أن هذا بعيدا عن الحرية بل هو تبعية لتلك الجهة التي سخرته ليبث سمومه ليمهد لها الطريق ويفتح لها البواب على مصراعيها ويأذن لها بالدخول وبث ثقافاتهم الدخيلة لتمميع ذلك المجتمع وإبعاده عن عقيدته السمحاء
فما رأيكم أنتم ؟