بمناسبة قرب شهر المحرم
الذي خلّد وإحتضن أروع البطولات والشخصيات
وأروع وأقسى الثورات
ألا وهي ثورة الأحرار ثورة الحسين ابن علي عليه السلام
سأنقل لكم سلسلة من الأحداث لشخصياتٍ عاشورائية
تركت بصمتها فوق سطور التاريخ
وأبدأها اليوم بخروج سلطان الأمة أبا عبد الله الحسين عليه السلام
أتمنى أن تنال رضاكم وتمدّكم ببعض المعرفة عن هؤلاء الشجعان
اختكم : رفيقة القمر
قال الإمام الحسين (ع) : {لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً، ولكن خرجت لطلب الإصلاحِ في أمة جدي رسول الله}.
ببالغ الحزن والأسى .. نرفع أحر التعازي القلبية إلى مولانا وسيدنا صاحب العصر والزمان روحي فداه (عج) وإلى نوابه المراجع العظام والعلماء الأعلام
عظم الله لك الأجر سيدي يارسول الله
عظم الله لك الأجر سيدي يا أمير المؤمنين
عظم الله لكِ الأجر سيدتي يا فاطـمة الزهراء
عظم الله لك الأجر سيدي يا أبا محمد الحسن
عظم الله لك الأجر سيدي يا أبا عبد الله الحسين
عظم الله لك الأجر سيدي يامولاي ياصاحب الزمان
خرج الحسينُ من المدينةِ خائفاً كــخــروجِ مــوســى خـائــفــاً يـتـكـتَّــمُ
وقد انطوى عن مكٍّـةٍ وهـو ابنهـاوبــــهِ تـشــرَّفــتِ الـحـطـيــمُ وزمـــــزمُ
اليوم الثامن من ذي الحجة .. خرج الإمام الحسين (ع) من مكة إلى العراق سنة 60 هـ بعد توارد الرسائل من أهل الكوفة على الإمام الحسين (ع) .
رأى أن يبعث مبعوثاً عنه إلى الكوفة، فاختار ابن عمه مسلم بن عقيل (عليه السلام) ؛ لصلاحه وأهليته لهذه المهمة، حيث توجه مسلم (ع) إليها وعند وصوله إليها شرع بجمع الأنصار، وبأخذ البيعة لـ الإمام الحسين (ع) , وتوضيح أهداف الحركة الحسينية المباركة أكثر. كما أخذ بشرح أهداف الثورة لزعماء الكوفة ورجالاتها, فأعلنت موالاتها لـ الإمام الحسين (ع) ، وفي تلك الظروف الصعبة كتب سفير الإمام الحسين(ع) مسلم (ع) إلى الإمام الحسين(ع) يحثه بالتوجه إلى الكوفة.
فتسلّم الإمام الحسين (ع) رسالة مسلم (ع) وعرضه الشامل للأوضاع والملابسات السياسية، والرأي العام القائم آنذاك، فقرر (ع) التوجه إلى العراق، وذلك في اليوم الثامن من ذي الحجة (يوم التروية) سنة 60 هـ. وهذا يدل على أن الإمام (عليه السلام) له القيادة العامة على الاُمة الإسلامية.
فجمع الإمام (ع) أبناءه ونساءه وأطفاله وأبناء أخيه وأبناء عمومته، وغادر مكة المكرمة ، وعندما شاع خبر رحيله من مكة استولى الخوف على قلوب الكثير من مخلصيه والمشفقين عليه، فأخذوا يمنعونه عن السير لعله يتراجع عن قراره، إلا أن الإمام (ع) اعتذر من أن يطالب بالهدنة، ورفض كل ذلك.
والملاحظ لأخبار هذه الثورة الحسينية العملاقة يجد سراً ما فيها يتضح من خلال ما قدم لـ الإمام الحسين (ع) من نصائح؛ لإحساس المشفقين باحتمال الخيانة، وعدم الوفاء للإمام وحركته التي تعهد له بها أهل الكوفة. فيتضح أن لـ الإمام (ع) هدفاً لايتراجع عنه، حيث كان مصراً على ذلك، وكان عارفاً بالنتائج سلفاً، ومحدداً لأبعادها، إلا أن تكليفه الشرعي كان يوجب عليه مواصلة ذلك.
وهذا واضح بكل وضوح في خطبته التي قال(ع) فيها: «الحمد للّه، وما شاء الله ولا قوة إلا بالله، خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخير لي مصرع أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطّعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلا، فيملأن أكراشاً جوفاً وأحوية سغباً. لا محيص عن يوم خط بالقلم، رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه ويوفينا اُجورنا، اُجور الصابرين، لن تشذ عن رسول الله لحمته، وهي مجموعة له في حظيرة القدس، تقرّ بهم عينه، وينجز بهم وعده. من كان باذلاً فينا مهجته، وموطناً على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا، فإني راحل مصبحاً إن شاء الله»
فتبين من ذلك أن الإمام الحسين (ع) على اطلاع شامل كامل عن كل ذلك، وحتى التفاعلات وما يتمخض من نتائج للأحداث والأسباب وكل ما كان قد توقعه الإمام (ع) قد حدث فعلاً قبل وبعد استشهاد أبي الأحرار الإمام (ع) (فتزايدت روح الرفض والمقاومة في نفوس وقلوب أبناء الأمة الإسلامية المجيدة، واستمر ذلك حتى بعد هلاك يزيد(لعنه الله) ، حتى أتت على الكيان الأموي، تلك الحرارة في قلوب المؤمنين ضد الطغاة والظالمين.
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
وبقي الحسين (ع) رمزاً خالداً, ومناراً للثائرين، فصلوات الله وسلامه عليه في كل آن وحين.
الخروج قبل إتمام الحج:
أرسل يزيد بن معاوية (لعنهما الله) عمروا بن سعيد بن العاص من المدينة إلى مكّة في عسكر عظيم، وولاّه أمر الموسم، وأمّره على الحاج كلّهم، وأوصاه بإلقاء القبض على الحسين (عليه السلام) سرّاً، وإن لم يتمكّن منه يقتله غيلة، فلمّا علم الحسين (عليه السلام) بذلك، حلّ من إحرام الحج، وجعلها عمرة مفردة، وعزم على التوجّه إلى العراق، مخافة أن يقبض عليه، أو يقتل غيلة.
النهي عن الخروج:
جاءت الشخصيات المعروفة في مكّة إلى الإمام الحسين (عليه السلام) لنهيه عن الخروج إلى العراق، ولكن الإمام (عليه السلام) رفض ذلك.
فمن الذين جاءوا: أبو بكر عمر بن عبد الرحمن المخزومي، فقال له الحسين (عليه السلام): (جزاك الله خيراً يا ابن عم، قد اجتهدت رأيك، ومهما يقض الله يكن).
وجاءه عبد الله بن عباس، فقال له الحسين (عليه السلام): (استخير الله، وانظر ما يكون).
وجاءه أخوه محمّد بن الحنفية قائلاً له: يا أخي أنّ أهل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك، وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى، فإن رأيت أن تقيم، فإنّك أعزّ من بالحرم وأمنعه، فقال (عليه السلام): (يا أخي قد خفت أن يغتالني يزيد بن معاوية بالحرم، فأكون الذي يستباح به حرمة هذا البيت).
وجاءه عبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر، وغيرهما، والحسين (عليه السلام) يقول لهم: (وأيم الله لو كنت في جحر هامّة من هذه الهوام لاستخرجوني حتّى يقتلوني، والله ليعتدن عليّ كما اعتدت اليهود في السبت، والله لا يدعوني حتّى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي، فإذا فعلوا ذلك سلّط الله عليهم من يذلّهم، حتّى يكونوا أذلّ من فرام المرأة)
أحرم الحجاج عن لذاتهم بعض الشهور ~ وأنا المحرم عن لذاتـه كـل الدهـور
كيف لا احرم دأباً ناحراً هدي السـرور ~ وأنا في مشعر الحزن على رزء الحسين
حق للشارب من زمزم حب المصطفى ~ أن يرى حـق بنيـه حرمـاً معتكفـا
ويواسيهم والا حاد عـن بـاب الصفـا ~ وهو من اكبر حوبٍ عند رب الحرمين
فمن الواجب عيناً لبس سربال الأسـى ~ واتخاذ النوح ورداً كل صبـح ومسـا
واشتعال القلب أحزانا تذيـب الأنفسـا ~ وقليل تتلف الأرواح في رزء الحسيـن
لست انساه طريداً عن جوار المصطفى ~ لائذاً بالقبـة النـوراء يشكـوا اسفـا
قائلاً ياجد رسم الصبر من قلبي عفـى ~ ببلاء انقض الظهر وأوهـى المنكبيـن
صبت الدنيا علينا حاصباً مـن شرهـا ~ لم نذق فيها هنيئـاً بلغـةً مـن بُرهـا
ها أنا مطرود رجس هائم فـي بَرهـا ~ تاركاً بالرغم مني دار سكنى الوالديـن
نسألكم الدعاء