من هـنا تبـدأ مهـمـة الموســاد<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ما كان العراقيون في يوم بوارد البحث في مسألة المذهبية أو الطائفية والعرقية، لكن عزفاً أمريكياً منفرداً وملحاحاً على أوتار الفتنة، وكثرة الترداد من قبل جوقة مواكبة دفع بالعامة إلى التصديق خصوصاً وأن الأدلة هي مئات الجثث التي تشرق شمس كل يوم على بغداد ليكتشفها الناس ملقاة عند الزوايا والنواصي المنتحبة على دماء الأبرياء، ويصدق هؤلاء، وربما يحتسبوا لكن المجهول يقتل ثانية من الطرف الآخر لإقناع الطرفين بأن الاحتساب لا ينفع وأن كلاً منهما يفعلها وينكر... وهنا يبدأ الشك والترجمة إلى اليقين، وتدور عجلة الغوغاء برغم كل التنبيهات والوصايا، وبرغم فتاوى التحريم!<o:p></o:p>
الموساد الصهيوني يجد له تغطية من جيوش الاحتلال المتعدّد الجنسيات على صدر العراق الوطن، والعراقيين أصحاب الأرض والمصيبة، وقد يلبس الموساد أزياء القوات الأمريكية، أو البريطانية، أو حتى الشرطة العراقية والجيش، واستطراداً يمكنهم أن يلبسوا زياً لقوات البدر وأية مليشيا أخرى بما في ذلك البشمركة الكردية! فهل هذه الاحتمالات قريبة من المنطق ويقبلها العقل؟<o:p></o:p>
لندع العراق ولنبحث في ثنايا المشكلة اللبنانية الحالية، فهل ما ينطبق على الحالة العراقية يمكن أن ينطبق هنا ويد الموساد هي الأطول ومن يتعاملون معه كثرة مكشوفة وواضحة ومعلومة! أم أن دخول المستعربين من الموساد إلى عمق البيت اللبناني يلاقي صعوبة مع كل التسهيلات التي تقدمها قوات متعددة من عالم الغرب الذي ما أخفى يوماً أهدافه في توفير الحماية والرعاية والأمن للكيان الصهيوني.<o:p></o:p>
وهل أخفى هذا الغرب خططه القاضية بإثارة الفتن والحروب الداخلية، والتصفيات المرسومة والهادفة لعديد من الشخصيات والرموز في كل المنطقة وحيث تدعو الحاجة لتوفير المزيد من الفوضى الخلاقة – الهدامة لبنيان المشرق العربي حصراً، وطبقاً لمقتضيات توفير الأمن المطلوب والمرغوب صهيونياً – المخدوم بكل الوسائل المتوفرة، والمبتكرة – الهدامة غربياً وخصوصاً أمريكياً.<o:p></o:p>
القناعة شبه كاملة في أوساط الغرب العاقل، والشرق المتعامل – المتواكل بأن مقتل الحريري كان مخططاً مرسوماً وموقوتاً منذ العام 1996، فإن لم يكن هو تحديداً، فقد كان على اللائحة باعتبار أن مقتله يثير عاصفة في وسط مهم من أوساط التركيبة اللبنانية، وامتدادها في العالم العربي وخاصة في العربية السعودية، كما أن مقتل غيره من وسط آخر ضرورة لإثارة مثل تلك العاصفة، ولكن بامتداد على محاور أخرى وليجمع أطرافاً متنافرة متناقضة، على مطلب واحد يتم التوجيه له والتركيز عليه من قبل أدوات جرى إعدادها لمثل هذه اللحظة، هو عالم الحاسوب العملاق، مقابل عقول تحركها الغريزة، وعوامل أخرى يحكمها الجشع والطمع وانعدام التفكير والسقوط من عالم الأخلاق والإنسانية التي وصلها قادة الشر في طول العالم وعرضه، كيف للحقيقة أن تتسرب إلى أدمغة مغسولة، أو تدخل إلى عقول أوصدت أبوابها مع الحرص على بقاء نافذة مفتوحة باتجاه بوق واحد ينفخ في الفتنة.<o:p></o:p>
من هنا نفهم المواقف الغربية في الحرص على ديمقراطية مزيفة يريد الشعب اللبناني تغييرها ويحتشد لأجل ذلك الملايين، في حين يشد أزر الحكومة الديمقراطية مئات، وبعض قيادات في عالمنا العربي، وعالم الغرب، ويقولون هي ديمقراطية لا يمكن القبول بسقوطها أو التفريط فيها، وعلى الجانب الآخر يحاصرون الديمقراطية التي فتحت أبوابها مشرعة في فلسطين وأقر الجميع بأنها الحقيقة التي لا لبس فيها ولا تزوير، مع ذلك لتسقط هذه الديمقراطية، ولتمت جوعاً تحت الحصار، حتى أصحاب النظريات الديمقراطية لا يجرؤون على إنكار نقائها.<o:p></o:p>
بوش وبلير وأولمرت مع ديمقراطية السنيورة وجعجع وسعد/ ومع ديمقراطية المالكي والحكيم والبرزاني برغم الجثث والأشلاء والدماء (مع ذلك هي ديمقراطية لا يمكن التخلي عنها، وعن أدواتها طالما يخدمون العم سام، وتالياً أولمرت. وأما ديمقراطية هنية... وحركة حماس، وإرادة أغلبية الشعب الفلسطيني.. وحزب الله والمعارضة اللبنانية! فالأمر مختلف، ومن حق أمريكا فقط، ولوحدها أن تقرر أن شعباً بأكمله، وليس غالبيته، هو شعب إرهابي، وبالمقابل فإن بضعة أفراد يمكنهم أن يكونوا الأغلبية الديمقراطية طالما حازوا ثقة الإدارة الأمريكية، والغرب، أو باختصار بسيط، ثقة صهيون، ويهوه.<o:p></o:p>
بيت القصيد هو ما يحصل على الجانب الفلسطيني أو ما يعدنا به طيب القلب الدكتور عريقات، ولا أسيء الظن به، لكن كان عليه أن يعلن أن العملية مدبرة، ومرسومة، وأن الحصار منذ لحظة الإعلان عنه هو لدفع الشعب الفلسطيني للتخلي عن خياراته، وتوجهاته تحت سيف التجويع، ويقال الجوع... كافر، حتى الإخوة العربان ما تجرؤوا على كسر الحصار، كل البنوك، كل الصناديق، وكل الأقنية التي تجري عبرها العملات والذهب الأصفر، والأسود يحكمها يهوه... إنه إله الحرب الغاضب، وبعد أن وصل الحال إلى درجة أشبه بالكفر، أضاءوا الأخضر لمن ينتظر الأمر ليعلن العودة إلى الديمقراطية ولو لم ينكر الديمقراطية التي حصلت... اليوم ينادي صارخاً أن الشعب يريد فك الحصار بعد أن تم إفهام هذا الشعب أن فك الحصار ثمنه حرية الاختيار ومصادرة القرار... ديمقراطية معلبة ومغلفة، ورهينة الأخضر! وإذ ينقسم الشعب ما بين جائع، وجامح أو طامح، يعلمون أن رئيس الوزراء يحمل بعض المال وقد يقيم أود البعض من هذا الشعب وهو بالتأكيد لن يفرق بين معلم وأستاذ من حماس أو غيرها من الجهات والمنظمات، فالمال كما أعلن هو لتغطية رواتب العاملين في التربية والصحة "أي للجميع ودون تمييز" ويأبى أصحاب النوايا السيئة أن تجري الأمور على طبيعتها فاستبقوا المؤامرة بتمهيد أن حماس تجلب الأموال وتوزعها على المحاسيب..! وكان ذلك تمهيداً لنصب كمين لرئيس الوزراء ومحاولة قتله دفعاً للفراغ ولما سيجره مقتله من اضطراب واختلال أمن وربما الوقيعة بين أكبر تنظيمين على الساحة الفلسطينية، فهل كان مستبعداً أن مجموعة من المستعربين هم من كمنوا وأطلقوا النار، أو بعض المغرر بهم من العملاء وليسوا قلة!!، ومن سيكون المستفيد من العملية؟<o:p></o:p>
الخطة لم تنجح بالدقة المطلوبة، إذاً لا بد من الانتقال إلى الخطة البديلة، وهي إطلاق التهم بالاتجاهين، حماس تتهم دحلان في الضلوع والتخطيط لاغتيال رئيس الوزراء وتحمله المسئولية باعتباره صاحب القرار في غزة ممثلاً لفتح، فيرد الفتحاويون باتهام حماس بالتخطيط لاغتياله مع عدد آخر من قيادات فتح، ويزداد النفخ في القربة الاسكتلندية ليرتفع الضجيج ويطغى على كل أصوات العقلاء، وهنا يبدأ دور الموساد، ولنعلم فقط أنه يعمل على أرض يحيط بها ويحكمها ويعشش في كل زواياها، أتقن مستعربوه تفاصيل أزقتها وملامح أهل مدنها وقراها، وما على أفراد الموساد (وغيرهم من الاستخبارات العسكرية، والشين بيت) إلا تطبيق ما تم تدريبهم عليه، تكفي الإشارة ليسقط عدد من القيادات على الجانبين المحتقنين، ويشتعل الفتيل، الذي لا يرغب أحد في الجوار بإطفائه وبأكثر من إعلان الأسف والمناشدة لضبط النفس، عنـدها يرتاح صهيون وأولمرت، ويضحك بوش وبلير وأتباعهما ملء الأشداق، بينما تبكي مئات، وربما آلاف الأرامل والثكالى، ليس في فلسطين فحسب، بل وفي كل كيانات الأمة.<o:p></o:p>
حاشية: من الغريب أن يلحظ المرء على شاشات الفضائيات العربية مظاهر الاصطفاف خلف فتح والرئيس عباس وخاصة في صفوف أهالي المخيمات في الدول العربية وكأن الرئيس ببسالته استطاع الحفاظ على أقل من نصف الضفة الغربية، عدا عن إسقاط حق العودة لكل اللاجئين...! أوليس الأجدى بحملة البنادق، الذين يطلقون الرصاص باتجاه السماء، أو باتجاه متظاهرين من الطرف الآخر أن يوفروا هذا الرصاص الذي ندفع ثمنه من قوت أطفالنا ليدافعوا به عن أنفسهم، وعن حقهم في الوطن... أرضاً وعودة، ووحدة وطنية، وهل يعتقدون أن هذا الرصاص مخصص فقط للتظاهر والفرح ودب الرعب في أوساط الشعب الفلسطيني وليس غيره... يا حرام، ولن أقول يا عيب...<o:p></o:p>