((أختنا الرقيقة الأديبة الصادقة الرائعه احلاهن بطه
وكان نسيم طيب يمرُّ فتناهى إلى سمعه صوت شجي ندي فاقترب منه فإذا الصوت صوتكِ ينبعث من مجلسك الطيب مع الشوق فجلس يستمع إلى حديثك العذب مع الشوقِ وهما يستزيدان قائليْن:
إيهِ يا بطه
إن لبوحك أيتها المحلقة بيننا وبنا وقعا آسرا
وإن لنحتك على جدران الأوراق والقلوب أثرا طيبا
وحين هممت بالرحيل استبقاكِ الشوق
فاستمعَ النسيمُ اتهامك للشوق بالأثرة فحدقه بنظرة قاسية وهم بمعاتبته ولكن الشوق تداركه قائلا في صوتٍ أسيف كسيف:
أيها النسيم الكريمُ
والله ما بي من أثرة ولكن أنى لمن يرى مثل هذه الروح الشفيفة تحلُّ بمجاله ثم يسمح لها بالمغادرة
فقال النسيم الحكيم:
أيها الشوقُ المسكين
أدركُ ما بك ، وأرثي لحالك ، ولكن كيف وأنت الشوقُ تمنع يمامة من التحليق
بل دعها في سمائك تغدو وتروح
ولكن الشوقَ أبى
فلم يملك النسيمُ إلا أن يظل مراقبا والألم يعتصر قلبه الواهن وهو يطالعُ اليمامة في إغماءتها ، وقد وشحها الضحى بعباءتها النورانية امتزجت بأنوارها المنبعثة فلم يطمئن قلبه إلا حين استمع إلى أغنية الزنبق الحانية متأملا لوحات البراءة والنضارة على جدران الصمت رغم الحزن ، وقارئا رسالتكما المنقوشة بحروف من لغة الزنبق الوضَّاءة .



رد مع اقتباس