إذا كان إهتمام المرأة بشكلها، ينبع من فطرتها وطبيعتها، فمَنْ هو المسؤول عن أناقة الرجل؟ هو نفسه، أو زوجته، أم كلاهما؟ في هذا الموضوع إستطلاع شمل 100 رجل وامرأة، لمحاولة الإجابة عن هذا السؤال.
- فتش عن المرأة:
عندما سُئل رئيس وزراء إيطاليا سيلفيو برلسكوني، البالغ من العمر 67 سنة، عن سبب غيابه مدة شهر عن الساحة السياسية، أجاب: "لقد أجبرتني زوجتي على إجراء عملية تجميل تحت العينين، لتعطيني مسحة أكثر شباباً، وأنا لا أستطيع مخالفة أوامرها". فهل يا تُرى يمتثل الرجال لنصائح زوجاتهم، كما برلسكوني، في ما يخص مظهرهم؟ أم أن لهم رأياً آخر؟
- الأناقة أولاً:
ضم الاستطلاع 6 عناوين رئيسية، تفرع منها 18 سؤالاً، وُجهت إلى عينات متساوية من الجنسين. حيث كان لافتاً أن نسبة 70 في المئة من النساء المستطلَعات، يعتبرن أنّ أناقة الزوج من مسؤوليتهنّ في المقام الأوّل. بينما تنخفض هذه القناعة بنسبة كبيرة عند الرجال (11 في المئة منهم). وهذه النتيجة قد تقود إلى أنّ المرأة دائماً تنظر إلى مظهر الزوج وملابسه، كجزء من مسؤولياتها الأصيلة، في حين أن 39 في المئة من الرجال، لايزالون يتمسكون بحقهم في هذه المسألة، حتى لا تظهر عليهم صفات الإتكالية التي تمس رجولتهم. لكن، ومع ذلك، يقول 50 في المئة من الرجال إن مسألة أناقتهم، هي مهمة مشتركة بينهم وبين زوجاتهم، ويقبلون بالتالي مشاركة المرأة في تحمل هذه المسؤولية مناصفة معهم، لكن من دون أن تؤول بكاملها إليهنّ.
- مسؤولية الزوجة:
يبين الاستطلاع أن مشاهدة رجل غير أنيق، تترك إنطباعاً لدى 62 في المئة من السيدات، مفاده أنّه زوج لإمرأة مهملة. في حين يظن 80 في المئة منهم أن من يخرج بمظهر سيِّئ ربّما يكون عازباً.
وتتفق جميع المستطلعات على وجوب تدخل الزوجة، بصورة أو بأخرى في الأمور المتعلِّقة بمظهر الزوج. ويكشف الاستطلاع أن 84 في المئة من السيدات، يؤكدن ذلك. وربّما يعود الأمر إلى أسباب إجتماعية تتعلّق بالدور الأسري للمرأة، التي قد تلام أحياناً عند التقصير فيه.
أمّا بالنسبة إلى الرجال، فيبيّن الإستطلاع أن 52 في المئة منهم، يرون أنّ مسؤولية الزوجة كاملة في ما يتعلّق بمظهرهم، مقابل 40 في المئة يحبذون مشاركتها. وإذا كانت هذه النسب تدل على تطوّر نوعي في نظرة الرجال إلى دور المرأة في حياتهم، حيث إنّهم لا يمنعون في إشراكها في القرارات الخاصة بمظهرهم، فإن نزعة السلطة الذكورية بقيت قائمة لدى 8 في المئة من الرجال، ممّن أكدوا أنهم يرفضون تدخلها في هذه المسائل على الإطلاق.
- ثقة متزايدة:
وإيماناً بذوق المرأة وثقتهم بإلمامها بأمور الأناقة، يثق 76 في المئة من الرجال في تدخل زوجاتهم في الشؤون المتعلِّقة بملبسهم، فيهم يعيرون أهمية قصوى لرأي المرأة عند اختيار ثيابهم، وترتفع هذه النسبة لدى النساء (86 في المئة منهنّ)، في حين أن نسبة 12 في المئة من النساء و14 في المئة من الرجال تلمحان إلى وجود فوارق في الأذواق بين الطرفين، ما يجعل الثقة تتأرجح في هذا الموضوع. بينما لايزال 10 في المئة من الرجال يصرون على عدم تدخل الزوجة في الأمر نهائياً.
- التباهي أمام النساء:
وإذا كان ثمّة إجماع على إهتمام الرجل بالظهور أنيقاً أمام الأنثى، تحكمه نظرة ذكورية خالصة، ترتبط بالموروث الثقافي والإجتماعي، فإنّ الاستبيان يبيّن أن أعلى درجات القلق على مستوى الأناقة عند الرجال، يظهر حينما يدعي الواحد إلى مناسبات مهمة، تتطلّب مظهراً مميزاً. لذا يتبيّن أن 50 في المئة من المستطلعين من النساء، و44 في المئة من الرجال، يعتبرون أن أخذ مشورة الزوجة مهم في مثل هذه الحالات. بينما يتناقص مستوى هذا القلق عندما يتعلّق الأمر بالمظهر الروتيني اليومي للرجل (8 في المئة من النساء، و2 في المئة من الرجال). على الرغم من كل ذلك، يبيّن الاستطلاع أنّ القناعة الثابتة لدى 54 في المئة من الرجال و42 في المئة من النساء، تقول بضرورة مشورة الزوجة عند شراء ملابس جديدة.
- دوافع مختلفة:
أمّا في ما يتعلّق بالدوافع التي تجعل الرجل يطلب مشورة زوجته، بشأن مظهره، تبدو المرأة شديدة الثقة بمستوى ذوقها، حين تقول 84 في المئة من السيدات، إنّ الرجل يفعل ذلك لأنّه يثق برأيها. مقابل 94 في المئة منهنّ يتوقعن أن يكون الأمر مجرّد مجاملة، والمفارقة أن 28 في المئة من الرجال يعترفون على طريقة "مرغم أخوك لا بطل" بأنّ "مراعاة الخواطر" فقط، هي التي تجعلهن يطلبون المشورة.
تقبلوا تحياتي