**********
ذات يوم كان بيدي قلمٌ وبعض الأوراق
اُدون عليها ماتعلّمته من هذه الدنيا
كُنت أجلس هناك على ذلك السرير
عندما أحسست بشيئ غريبٍ تحت فُرشي
رفعت الغِطاء لأرى مايكون ...
فأذا بثعبانٌ لونهُ كلونِ غطائي
يسعى نحوي وكأنهُ مرسول من أحدِ ..!
قصدني .. وأنا مازلتُ أجلس هُناك
لَم أرتعب ..فلم أكن أظنّ أنهُ يطلبُني !!!
قُلتُ في نفسي سأبقى ساكنة
علّه يحول عني بعينيه الداكنة !!
مَرّت الأفكارُ برأسي وجعلت تدور وتدور
بينما كانت تفصلني عنهُ أوراقٌ وسطور
وهو يرمُقني بتلك العينين الباردتين
وهنا ....هنا ..
أحسستُ بوخز القلم !!!
الذي كُنتُ أصرّهُ بيدي
مما جعلني أتحرّكُ بشكلٍ مُفاجئ
وبلا شعور ....
وإذا بأنيابِ الحقد تُغرسُ بكفّي !!!
فصرختُ وعَلا صوتي واستجَدتُ بأخي
الذي كانَ هو أقرب الناسِ لي ...
فجاءني مُسرعاً ومرعوباً
متلهّفاً لنجدتي . وقد أمسكَ بيدهِ فأساً ...
وأنا أصرخ واُلوّح لهُ ، والثعبانُ يرفضُ تركَ كفّي
وبينَ تلك الصرخات والألمُ الذي بدأ يسري
وينتقِلُ لجسدي
ودموعي التي فاقت النَزفِ
رفعَ أخي يَدهُ وأغمضتُ عيني
ثمّ شعرتُ بأحساسٍ غريب . وتعالت صيحاتُ الألم
وكأن قلبي قَد قُطع فصرختُ .. واااالهفي
فتحتُ عيني لأرى الثُعبانُ مقتولاً .
واذا بهِ يهربُ والمبتورةُ يدي !!!
أمسكتُ جُرحي ورفعتُ بصري نحو أخي !!
وعيناي تُناجي بعتب واستغراب ...!
ولكنّي لم اُصدَم . الاّ حين قالَ لي :
لمّا رأيتُ أني لا أستطيعَ إصابته
قررتُ في قمّةِ خوفي
قطعُ يدكِ من الكفِّ !!!
علّكِ ترتاحينَ !!! من الألم
لاتقلقي اُخيّتي فغداً ستشفي !!!
نعم ...
هو ذا أخي .. قَطع يَدي .. وأيتَمَ قلمي ..
فخرجتُ من الدارِ مُرغَمةً
وقد خسِرتُ أعزّ ماعايشت ...
أخي .... و كفّي !!!
![]()
بقلم وأوجاع : رفيقـة القمـر
![]()



رد مع اقتباس

.gif)
