الاعب الجديد تركيا ودورها في العراق

لقد نجحت أنقرة " سرا" من عقد تفاهمات بين الأفرقاء العراقيين في أربيل، وأنقرة، وحتى داخل بغداد وطيلة الأشهر الماضية، وكانت هناك زيارات سرية مكثفة للمسؤولين الأتراك " وبعلم واشنطن" الى المرجعية الدينية في النجف، والى بغداد، وأربيل، ومن هناك نسجت أنقرة شبكة من الأتصالات مع دمشق وطهران وبعلم من واشنطن التي تريد فرض "حالة التوازن" السياسي في العراق مع شرط بقاء الأسبقية لإسرائيل في العراق وعلى الأقل من الناحية الأقتصادية والإستخبارية،.
فإسرائيل كانت ولا زالت مرتاحة وغير قلقة على حصتها في العراق لأنها أعتمدت وتعتمد ولا زالت على بعض أصدقائها العراقيين المتواجدين وبقوة في الحكومة وفي العملية السياسية، وعلى الصقور الموالين لها والعاملين في البيت الأبيض وفي وزارة الخارجية الأميركية أمثال " جيفري فليتمان ، وساتر فيلد، وإيمانوئيل" وغيرهم، وأن لـ فليتمان مشروعا كاملا عمل جاهدا لبسطه في العراق، وبعد أن نجح من بسطه في لبنان عندما كان سفيرا في بيروت، وهو مشروع يقترب من التقسيم ويبتعد عن الوحدة، وهو مشروع " الكانتونات الحزبية، والقومية، والطائفية، والدينية، والعرقية" والحقيقة هو بند من بنود " البرتوكولات الصهيونية القديمة" وهذا ما جاء متجسدا تماما في " المشهد السياسي العراقي الذي ولد يوم 11/11/2010" وعندما توزعت الكعكة العراقية " قوميا وطائفيا"
فجاءت الحصة التركية واضحة هذه المرة ،وتجسدت في رئاسة البرلمان عندما أسند الى أسامة النجيفي" وليس لأنه عضوا في العراقية، بل موصوليا " أي ينحدر من ولاية الموصل" وبهذا تصاهر الزعيم الكردي " مسعود البرزاني" سياسيا مع أنقرة من جهة، ومع أهالي الموصل من جهة أخرى ومن خلال دعمه للنجيفي،
ولقد لعبت إسرائيل دورا كبيرا في عملية تجسير الفجوة بين البرزاني وتركيا ، وأن المبادرة التي أطلقها البرزاني هي مبادرة " أنقرة وطهران.. ومن هناك تل أبيب" ولقد أشرف المهندس الإسرائيلي على عملية الشراكة التي ولدت من رحم مبادرة البرزاني، وأن هذه الشراكة كانت معلومة للبعض وقبل أكثر من شهرين، والتي من خلالها أبقت على " نوري المالكي" على رأس الحكومة ولفترة جديدة، وبنفس الوقت أبقت على " جلال الطالباني" ولفترة جديدة أيضا، وبالنتيجة قد تشاركت " تل أبيب، وطهران، وأنقرة ، ودمشق" في هذه الشراكة ،ولكن اللاعب الرئيسي في هذه الشراكة هي إسرائيل لأنها نجحت بالبقاء على القادة والساسة الذين وقعوا " عقود سياسية مدتها 7 سنوات" في واشنطن وبحضور اللوبيات الصهيونية عام 2002، وعام 2003، وقد يسأل أحدكم: كيف أن لدمشق حصة مع هؤلاء؟، نجيب: دمشق شاركت طهران في بلورة التحالف بين أئتلاف دولة القانون و التيار الصدري، لأن الأخير مقرب جدا من دمشق ،وبينهما تفاهمات خاصة، وبنفس الوقت هي قريبة أي دمشق من أنقرة في موضوع دعم النجيفي رئيسا للبرلمان في مراهنة عليه لإيقاف الطموحات والمشاريع الكردية في العراق وسوريا وتركيا وإيران