إليْكَ بِالاحلامِ عنِّي ...





إليْكَ بِالأحلامِ عنِّي، تِلكَ الأشيَاءُ الصَّغيرَةُ التِّي تعبَثُ بِحياتِي، بِفقدي و وجعِي و اسْتِسلامِي
لم أنكسِر يومًا لِأيٍ كَان، و الآنَ يُحطِّمُني انكِسَارُ أحَدِ أحلامِي ...
تُرِيدُ أن تسْتفرِدَ بِتلك الأنْثَى التِّي حلُمَت يومًا، خّذهَا عنِّي، اسْلخها مِن عُمقِ أوجاعي،
فقدِ افترقْنَا رُغمَ الحُبِ يَ حُب !
فرَّقتنَا الدُموعُ و الأمنيَاتُ المزوَةُ على أرضٍ مِن زِلزالِ شَكْ ...
و بُركانُ القَدَرِ ما رَحِمَ فينَا لُهاثَ أشواقِنَا إلى يومٍ ما، أرَاك فيه نائمًا بالقُربِ، على سَريرِ العشْق !
يَ لسُخريَةِ القَدر، كنْتَ لي في كُلِ شيءْ، كُنتَ ليَ الأبَ و الأخَ و الصَّديقَ ... و .... أشيَاءَ كثيرَة،
و لكنَّكَ لَم تَكُنِ الزَّوج !!
يَ لسُخريَةِ القَدر، عندمَا يضرِبُنَا بسوطِهِ فننحَني معَ أوَّل ضَرباتِه،
لماذا؟ لأنَّنا نعلَمُ أنَّ صمودَنَا سيزيدُ مِن حقدِ دموعِنا عليْنَا، و أحلامِنَا عليْنَا، فنفقِدُ في وسطِ الإعصارِ كُلَ شيءْ
حتَّى تِلك الذكريَاتُ الجميلَة التِّي تجعلُنَا أقدَرَ على أن نعيشْ ...
حتَّى تِلك الدموعُ المحترِقَةُ بِنَا و مِنَّا، الشيءُ الوحيدُ الذِّي يفهَمُنَا !
ما عَادت لُغتي ترْوينِي بَل صارَت تحْكِي ما انكسَرَ مِن أحلامِي بِك،
و ما عَادتِ الأمنياتُ تُغرِّدُ على شَبابِيكِ رُوحي، انْكَسَر جَناحُها بالأمْس، انْكَسَر عالَمي بالأمْس ...
أينَ أراكَ بعدَ الآن، و قَد صِرتَ أطيَافَ ذكْرَى تعذِبُ ليْلِي قَبل أن تعذِّبَني،
و صِرتَ أكثَر الأحلامِ التِّي أريدُهَا رمادًا، و أكثَر الأمنياتِ خجلًا، و وجعًا !
كيْفَ أرتِبُ لَنا صدفَةً أخرى معَ القَدر، كَي نلتقِي في اسْطِناع حُلُمٍ، كَي نُحاوِلَ دمْلَ ما انْكَسَر ...
كيْفَ لا أراكَ إذَا كان النَّوَى قَد كُتِبَ على قَلبِي، في وُجوهِ كُلِ البَشَر ...
كيْفَ أقْتاتُ مِن الطعامِ و الماءِ و أتنفَّسُ الهواءَ و أنتَ تشْرَبُ الماءَ نفسَهُ، و تتنفَّسُ الهواء نفْسَهُ ...
كيْفَ لا أراكَ في هذا الشرابِ و هذا المَاءِ و هذا الألَمْ !!
كيْفَ أُجبِرُ قَلبي على أن يقتَلَع، و أرضَى بعضوٍ آخَر، لا مكانَ له في جسَدي،
بِكَ بترْتُ الامنياتِ مِن جذورِهَا، و بترتُ قَلبي مِن جذورِه،
ما عادَ لي أن أحِب، فقَد مجَّدتُ فيكَ كُلَ الحُب، و أعلَمُ أنَّ الهَوى يبْكينِي،
و أعلَمُ أنَّ الحُبَ سيرْفُضني ما لَم أكُن معَك ...
إذَا نُخبَ كُلِ الأحلامِ المكسورَة، و الأشيَاءِ المبتورَةِ مِن جسدِ حُبِنَّا
إليْكَ بِالأحلامِ عنِّي


بقلم اميرة الكلمة (طاهرة )