ان الطفل يعيش حياته لحظة بلحظة
لايعرف شيئآ اسمه الماضي

ولايخاف من مجهول اسمه المستقبل
والالم في حياة الطفل لحظة تمر والفرح لحظة تمر

وعندما نخرج من مرحلة الطفولة...
تبدأ المشاكل
فلابد ان يكون لنا رأي وموقف من كل شئ وعلينا ان نعمل على التلاؤم مع العالم
وتصبح لنا احلام نحاول تحقيقها و مخاوف نعمل على التخلص منها
إذ علينا ان نفكر في كل شئ ونصنع كل شئ ونتحمل نتيجة ما نصنعه


وبعد الطفولة...
نقف في مفترق طريقين: طريق السعادة وطريق التعاسة
والطريق الذي يسير فيه الناس بحثآ عن السعادة هو "الانتماء إلى شئ"
هناك ناس ينتمون الى عمل يحبونه
او اسرة يحسون فيها بالراحة والهدوء
او حب يملأ حياتهم
او فكرة يؤمنون بها
والذي ينتمي إلى شئ لابد ان يشعر بالسعادة
ولا فرق بين انسان يحب تربية القطط ويعتبرها شيئآ رائعا جميلآ وبين انسان يشغله عمل عظيم اخر
فكلاهما سعيد لانه ينتمي إلى شئ يحبه

أما طريق التعاسة فهو طريق متناقض...
فعندما تكون حياة الانسان خالية من شئ يحبه وينتمي إليه
تبدأ التعاسة والضياع بالتسلل إلى حياته
فالتعساء معذبون
لأنهم لا ينتمون ألى شئ او الاشياء التي كانوا ينتمون إليها تحطمت وحاولوا إعادة بنائها لكنهم فشلوا إلى حد بعيد
وهذه الحالة تسمى
"نصف الجنون"
وذلك لأن الانسان في تلك الحالة مثل المجنون فاشلآ في التلأؤم مع الحياة و الناس
حائرآ لا يدري ما يفعل
ولكنه ليس مجنونآ كاملآ
لأن المجنون الكامل يفشل في التلاؤم مع العالم الواقعي ولكنه يخلق لنفسه عالمآ وهميآ كاملآ يعيش فيه
والمجنون ينتقل إلى عالمه الجديد وليس لديه أي وعي بما يحدث في العالم الواقعي لقد سيطر عالمه الوهمي عليه تماتمآ

ولكن نصف المجنون يفشل مع العالم الواقعي ولايجد بديلآ لهذا العالم حتى في الوهم والخيال
فإنتماء الانسان إلى شئ وسيلته في البقاء