منذ مدة قصيرة أكتشفت كتابات ومحاضرات رجل الدين العراقي foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? القبانجي، وقد صُعقت بشدة من درجة التطابق العجيب بين أفكاري وأفكاره وكأنه توأم عقلي علما ان ظروف الرجل لاتسمح له بقول كل شيء وطرح كامل قناعاته، وعشت لحظات صراع بين ما يفرضه الواجب الأخلاقي عليّ بضرورة الكتابة عنه والأشادة به وتحيته... و بين ترددي وشكوكي بجميع العراقيين الذين كانوا يعيشون في إيران وهو أحدهم، ومن أجل الاطمئنان الى عدم وجود ارتباط له بإيران كتبت عدة رسائل لبعض الاصدقاء الذين يعرفونه، وجاءتني الأجابات مطمئنة وتدعوني الى حُسن الظن به من الناحية السياسية.

وتكمن أهمية القبانجي وخطورته ايضا كونه يحمل مشروعاً فكريا تنويرياً من داخل الدين وليس من خارجه، وانه يقدم إجابات مبدعة خلاقة لأصعب الأسئلة كسؤال الوحي، والجنة والنار، وخلق القرآن وغيرها من داخل منظومة الدين وبأدلة وحجج متماسكة وقوية ومقنعة جدا لمن يتخلى عن التعصب وتقديس الفكر الديني التقليدي الذي تعلمه عن طريق الوراثة وتحت تهديد الخوف من الكفر وعذاب نار جهنم في حال سمح لنفسه بنقد أسس وثوابت الدين برؤية تعتمد على مقاييس العقل والعدالة.

ومشروع القبانجي التنويري الزالزالي الكاسح للفكر الديني السائد يقوم على أسس منهجية ترتكز على العقل والعدالة، وهدفها الانسان وليس الدين، فالدين لديه هو مجرد وسيلة من أجل الأنسان.. وعليه لابد من البحث عن حلول خلاقة لتطويع واخضاع الدين لمصلحة الانسان وليس العكس مثلما هو حاصل حاليا بحيث أستعبد الدين واحكامه وطقوسه الانسان وسلبه ذاته ومسخه الى كائن مبرمج بالضد من هويته الانسانية وايضا بالضد من العقل وعدالة الله، وقد وصلت درجة المسخ الى قيام الدين بتحويل الانسان الى مجرم إرهابي.

والقبانجي يدعو الى الإيمان وليس الى العقيدة الدينية كأفكار وطقوس، فالإيمان الروحي بالله ومحبته وحب الخير للناس هو الأصل والغاية بغض النظر عن المسميات الدينية، اذ لامانع من وجهة نظره ان يعتنق الانسان أي دين سواء كان الاسلام أو المسيحية أوالبوذية وغيرها مادام شرط الإيمان وحب الله وحب الخير للناس متوفر، مما يعني ان مشروع القبانجي يرفض مفهوم احتكار الحقيقة والتعصب لدين محدد، فهو يرى ان الإديان وليدة لحظاتها التاريخية وقد انتهى دورها كعقيدة وطقوس واحكام وشريعة، بينما الإيمان بالله كعلاقة روحية باق وهو لايصطدم بالمتغيرات الزمانية والمكانية، وانه موحد للبشرية جمعاء طالما أنهم يؤمنون برب واحد ويحبون الخير للبشر.

وأبرز طروحات المفكر foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? القبانجي الزلزالية المدوية هي:

- ان القرآن ليس كتاباً منزلا من الله، وانما هو من تأليف الرسول محمد
- نفي وجود الجنة والنار.
- نفي وجود الوحي بمعناه التقليدي.
- رفض حجاب المرأة واعتباره بدعة.

وغيرها من الأفكار الهامة والجديدة المنشورة في كتبه ومحاضراته الصوتية المتوفرة على اليوتوب.

آن الأوان للعراقيين ان يفخروا بأن لديهم مفكرا عظيماً سيكون أحد الأسماء التي ستكتب تاريخها بحروف من نور، وستحكي قصته الأجيال بأنه أحد عظماء العقلانية والتنوير في العالم العربي.