حوارية صدى الضمير

الشريف الرضي:

كرْبَلا، لا زِلْتِ كَرْباً وَبَلا ** ما لقي عندك آل المصطفى

-الضميرُ الإنساني-

لازلتِ خيراً وعطاء ..

لازلتِ عنوانَ الإباء ..

لازلتِ شمساً ونَماء

-الشريف الرضي-

كَمْ عَلى تُرْبِكِ لمّا صُرّعُوا ** من دم سال ومن دمع جرى


-الضمير الانساني -

كي نصنعَ وطناً..

صارَ أنْ يُذبحَ

الحسينُ مرّتين

ولكي نرفعَ شعارَ الحريّةِ

صارَ أنْ تَصْفَعَ

((زينبٌ ))

وجهَ يزيدٍ كلَّ يومٍ

ولكي نرمِّمَ جراحَنا صارَ

أنْ نزيلَ كلَّ بقعِ الدمِ

من تأريخِنا المطهمِ

بالسيفِ والسياطِ


***********

من المدياتِ البعيدةِ

يتسلَّلُني همسٌ

كأنَّهُ وجيبُ امرأةٍ

اقتُطِعَ ثديُها

فهي تنشجُ بالأنينِ

أبكيك..

لاأسمعُ..

ابكيكَ

ترتعدُ الأنظمةُ العربيةُ

المتآمرةُ على ضفائرِ دجلةَ

بعدما نزفوا

كلَّ مياهِ الفراتِ

-أبكيكَ يا وطني-

كالبغايا...

الموجعاتِ..

من الخطيئةِ

كصراخاتِ الجياعِ..

الذين امتلأَتْ

حناجرُهُم بوعودِ

أنبوبِ النفطِ العربيِّ


********

رصاصةٌ...

اخترقَتْ رأسَ صديقي

يتداعى ، يستيقظُ الموتى

يبحثون في مقابرِهم

عن بقاياهُم

التي وزَّعَها قاتلُهُم

الأحمقُ على أبناءِ عمومتِه

يتداولونها كَقِطَعِ غيارٍ

يرمّمون سيوفَهُم

التي تلثمُ شرفَها


-الأرضُ تصيح-

العقلُ العربيُّ

النفطُ العربيُّ

يترقبُ العربيَّ

فهو قادمٌ...

ليفضحَ كذبَ

القادمين

من الضبابِ..

سوفَ يجيءُ

ليُجددَ (خُم)

فيصوغَ خلافةً علويّةً

من جديد

-الصوتُ يعود-


أبكيكَ ياوطني

فالحسينُ مازالَ

يُقتلُ كلَّ يومٍ

وما زالت زينبُ

توبِّخُ الأدعياءَ

وترفعُ الدمَ

عن وجهِ الحسينِ

وتُعَرّي أوراقَ التاريخِ

وما زالَ يزيدٌ يُشهدُ

أشياخَه بسفالاتِه

ويتعنترُ بخلافتِه الدمويّةِ


-صوتٌ آخر-

سقطَ الدعيُّ

فأرقبُ دقاتِ قلبي وهي

تتأرجحُ على جرحٍ قديمٍ

هي صرخةُ ابني

سقطَ المنهزمُ بطلُ الأقزامِ

تشْرَئبُّ نفسي

من نومٍ عميقٍ

بُنَي وأزلامُ القزمِ

-ابتلعَتْهم جراحاتُ-

الأبرياءِ من وطني ..

بُني أصدقْني

أَهَوَتْ كراسيُّ ورؤوسٌ

تدحرجَتْ كأنّها الكراتُ

-أمي-

ولدي قُمْ

ولَمْلِمْ جراحَك

ودُقَّ حجرَ الصدقِ

وقبِّلْ الأرضَ

فهي من دمِ الحسينِ

-أنا-

أبكيكَ يا وطني

لا جزعاً

ففي الدربِ بقيّةُ

صوتِ الثائرين

في كربلاءَ

يدوّي يستنهضُ العربيُّ

جياعاً فرحين

متخمين من التشرُّدِ

ومحترفو الوحشيةِ

المتمدِّنون يخافونك

سيّدي العربي

صراخاتٌ

تعلو..تعلو..


-أحرارُ الأرضِ-

الكوفةُ جرحٌ

في قلبِ محمد

صوتُ عليٍّ يكبُرُ

الخوارجُ عادوا

عن الدينِ

عادوا...

صارَ تنظيماً يبيحُ

الدمَ العربيَّ

ويحرِّمُ ذبحَ الشّاةِ

في عيدِ الاضحى

صارَ كتاباً

يغتالُ العرضَ العربيَّ

ويمنعُنا أنْ نبصقَ

في وجهِ امرأةٍ

تتعرّى في بيتِ المقدس

همسَ آخر

-الأرضُ تحتجّ-

الشامُ أي شام

سبايا

(آلِ محمد)

شعارُ الهمجيةِ

الكعبةُ نزفَتْ

جراحاتِ آلِ محمد

فمعاويةُ ...

قالَ هندٌ علويّةٌ

قدعادَ التاريخُ

يلاعبُنا يسخرُ مِنّا

يزيدٌ صارَ الحريّةَ

حسينٌ صارَ دموياً


حسن الشيخ ناصر