زكاة شط العرب


كاظم فنجان الحمامي

هذه دعوة مخلصة لا تحتمل التأجيل أناشد فيها المنظمات والمؤسسات والشركات والعناصر الوطنية العراقية والعربية, وأطالبهم فيها بضرورة تغطية نفقات طباعة ونشر الكتاب الذي أعددته منذ زمن بعيد عن شط العرب. وأنا على استعداد تام للتنازل عن المكاسب المالية كلها, والاحتفاظ بحقوقي الأدبية فقط مقابل أن يجد الكتاب طريقه إلى النور ولا يضيع اسم شط العرب وتاريخه وتراثه.
لقد تناولت في هذا الكتاب الذي سيحمل عنوان (على ضفاف شط العرب) كل ما يتعلق بماضي وحاضر ومستقبل النهر العملاق, الذي تقرحت ضفافه بخنادق الحروب الكارثية, وتبعثرت بساتينه بمخلفات المواجهات العسكرية المدمرة, وحمل على مضض أسرار التراجعات السياسية العراقية القديمة, وأعباء التنازلات المشينة والمواقف المخجلة, لكنه مازال يتدفق بشموخ وكبرياء, ويرسم ملامح السيادة الوطنية العراقية على مسطحاتنا الملاحية في المناطق المتشاطئة شديدة الحساسية.
عملت في شط العرب منذ سبعينات القرن الماضي, وتخصصت منذ ذلك الزمن وحتى الآن في مرافقة السفن التجارية الوافدة إلى موانئنا وإرشادها ملاحيا عبر منعطفات شط العرب, واستطعت أن أدوّن مشاهداتي الميدانية, التي سجلتها بقلمي وعدستي على مدى أربعة عقود كانت حافلة بالتغيرات والوقائع والأحداث الملاحية والمينائية والجغرافية والهيدروغرافية والجيمورفولوجية والسياسية والزراعية والبيئية والاجتماعية, كتبتها في البداية على شكل سلسلة من المقالات والدراسات نشرتها في الصحف والمجلات العراقية والعربية, ثم انفردت بنشرها جريدة الزمان الدولية على مدى أكثر من عام, في عمود ثابت, تحت عنوان (على ضفاف شط العرب), حتى تجمعت لدي أكثر من 150 مادة متنوعة عن شط العرب, فتقدمت بطلب رسمي إلى إدارة جريدة الزمان, رجوتهم فيه بتحمل مسؤوليتهم التاريخية في الذود عن شط العرب, والحفاظ عليه من الضياع, وذلك من خلال الإسهام بطباعة الكتاب المقترح, فجاء الجواب بالرفض القاطع بذريعة عدم وجود ميزانية مخصصة لتغطية نفقات وتكاليف طباعة الكتب, وكانت صدمة كبيرة لي, عندئذ قررت عدم الكتابة لجريدة الزمان, التي كنت احسبها من الصحف الوطنية المهتمة بقضية شط العرب, ثم امتنعت عن الكتابة في الصحف العربية والعراقية, بعد أن فقدت القدرة على التمييز بين من هو وطني حقيقي, وبين من يتظاهر بالوطنية ويتبجح بها, فوجدت في منتديات الانترنت ملاذا ثقافيا جديدا أمارس فيه هوايتي في التعبير عن هموم شط العرب وآلامه.
من المؤكد ان الجهة التي ستتحمل تكاليف الطباعة والنشر سيكون لها الشرف الكبير, والحظ الأوفر, وستحرز قصب السبق في الدفاع عن حقوق العراق البحرية والملاحية.
يضم الكتاب مجموعة كبيرة من الدراسات والبحوث والمقالات المعززة بالصور النادرة الملونة, أّذكر منها على سبيل الاستعراض المواضيع التالية:

عراق بلا سواحل
كيف انكمشت سواحلنا ؟؟
خنجر في خاصرة الموانئ العراقية
هكذا يتنفس شط العرب
حتى لا نفقد هويتنا البحرية
نحن نعمل ضدنا
فرصة لتشغيل مليون عاطل
عجائب أنهار البصرة
هوايات شط العرب
لابد أن تتعرفوا على روكا
بصمات شيخ المعتزلة
ذات الصواري الثانية
التلاعب بميزان الطبيعة
مؤامرة بحرية أم تحريف ؟؟
الفاو ورأس البيشة
قناة العرب الكبرى
رفقنا بموانئنا يا سادة
بين البصرتين
من يرمي طوق النجاة
موانئ وموانع
الازدهار في زمن مزهر
تقاعد سفن الصيد
آخر قفزات السلمون العراقي
عوائل عراقية احترفت الملاحة
حكايتي مع السلطة البحرية
الركيزة البحرية الرابعة
رجال رأس البيشة
سيمنز بوك
خطوة بحرية مؤجلة
صيادونا في المصيدة
ضحايا من نوع آخر
بين الماء والسماء
فيفا شط العرب
سندباد آخر من بغداد
مراسي سفينة سيدنا نوح
الاُبُلّة جسر العالم القديم
السلطة البحرية العراقية
من يروي عطش الفاو ؟
محطتنا البحرية البعيدة
هؤلاء سبروا أغوار الخليج
سواحل ولاية البصرة
موانئ جديدة في شط العرب
نهر آخر اغتالته الحروب
مضيق الشيطان
أكبر مستودع للنفايات
أم الرصاص قتلها الرصاص
الواصلية صلة الوصل
البحث عن المرساة المفقودة
طفيليات في حدائق الموانئ
ابو الفلوس يخسر فلوسه
الطريق إلى روبمي
وغيرها كثير
بحوث ومقالات تهدف إلى تعميق الوعي البحري في الأوساط العراقية, وتلفت انتباه الجهات ذات العلاقة إلى وجوب الوقوف بحزم بوجه الأخطار المحدقة بمصير سواحلنا ومياهنا البحرية, وحماية منافذنا الملاحية المطلة على مياه الخليج العربي خصوصا بعد ما لحق بحدودنا البحرية من جور وظلم وإجحاف أدى إلى انكماش سواحلنا وتقوقعها في بقعة ضيقة ضحلة مشوهة الملامح.
بحوث ومقالات تحفزنا على وجوب الوقوف بحزم ضد المحاولات الإقليمية الرامية إلى طمس هويتنا البحرية.
ختاما أرجو من الله أن تلقى هذه الدعوة آذانا صاغية من ذوي الشأن في العراق المبتلى بالاحتلال والفساد وأطماع دول الجوار, ويساهموا في نشر هذا الكتاب, فزكاة العلم نشره, ومن الله العون والتوفيق.