دموع اشتياق

براكين شوق و لهفة..
تتفجر بداخلي كل مساء..
كم سهرت تحت القمر أخاطبه..
و أشكوه ألم وحدتي..
و غربتي في وطني بعد رحيلهم..

آآآآه يا قلبي..
كم عليك أن تحتمل أكثر..
كيف لك أن تصبر أكثر..

أحبس دموعي.. رغبة مني بأن أكون قوية..
رفضت بشدة أن أذرف دموعي و أبكي..
قسوت على قلبي و أجبرته بالتظاهر بقوة لا يملكها..
لم أدرك أن التظاهر بالقوة يجعله أكثر ضعفاً

ظننت أنني إن بكيت.. لن أستطيع أن أتوقف..
و سينعكس الحزن الذي يسكن قلبي على ملامح وجهي..
فلا أسلم من أسئلة من حولي عما أصابني..


كتمت الدموع في عيني لأيام.. و رسمت على وجهي ابتسامة كاذبة..
و لم البكاء..؟؟؟
هل سيعيدهم البكاء لي..؟؟
كلا لن يفعل.. فما فائدة البكاء إذاً..؟؟؟

لم أبكٍ لحظتها عندما شعرت برغبة بالبكاء..
بل بكيت لاحقاً
و الحدث الذي أبكاني.. سخيف إلى حد ما..
بل سخيف جداً

كنت قد رأيت طفلا أمامي..
يمسك بيديه الصغيرتين بالوناً أحمر.. و يضحك بصوتٍ عالٍ و يلهو به..
و فجأة..
أفلت البالون من يديه..

و بنفس اللحظة.. انهمرت الدموع تلقائيا على وجنتي..!!
و فاضت دموع الشوق التي حبستها أياما من عيني..
و بكيت بطريقة لم أكن إنني قاردة عليها..

بكيت بشدة.. ألمي و حزني و شوقي..
كم هو الشوق قاسٍ

لم يوقف دموعي و يجعلني ابتسم.. غير صوت حبيبي الصغير..
على الهاتف..
كان يسألني عن حالي.. و يخبرني أنه يحبني..
كما أبكاني فعل بسيط..
جعلتني كلماته البسيطة المليئة ببراءة الأطفال ابتسم..


اكتشفت أن... الدموع تكون أحياناً سبب ألم
و أحياناً أخرى سبب راحة..
ارتحت كثيرا عندما أطلقت العنان للدموع..
فخف ألمي كثيراً
و عاد السلام يعم داخلي..

مما لامس احاسيسي
ومشاعري





.
.