محالٌ ان يحاط المحال

[مملكة الحروف]

منذ اعوامٍ واعوام ...
وانا عاكفته بالقرب من مصباحي وعلى مكتبي ...
وادرسك بكل العلوم ...
اعوامٌ واعوام ...وانا اتلاشى فيك حد الانعدام...
اعوامٌ واعوام ...وانا ادرسك في الدقيقةِ الفُ عام ...
فقرأتك بالافلاك ...
فكنت قمراً...في السماء ينام ...يلتحف الغمام ...
وجهٌ ساكنٌ كالليل في وقارهِ يحتضن الاحلام ...
واذا الصبح تنفس ...
وصحت الازهار على همس الطيور ...
كنت شمساً جلت الظلماء تملأ الافاق نور ...
توقظ في الاحياء نشوة البعث وتهديها الحبور ...
كنت فلكاً يملأ الكون الكبير ...
وانا نجمٌ صغير ...
يعشق في مداراتك ان يدور...

.........

ومنذ ان اقبل علي ذلك الوجه الجميل ...
بملامحٍ عربيه ...وبشرةٍ حنطيه ...وعيونٍ عسليه ...
نفذت كالسهم في قلبي فأردته قتيل ...
تغيرت كل كيمياء جسدي وصار نحيل ...
كل التفاعلات تتوجه ...لتجعل يدي في ارتجاف ...
وكلماتي تتعثر فوق الشفاه ...
وعيناي تتعلق بخطاك ...كأنها هي الدليل ...
تتغير الكيمياء في جسدي ...
فتجعلني اشعر بمرارةٍ كبرى ...وسرور غريب ...
فأنت ياحبيب ...البعيد القريب ...

..........

وفي الموسيقى ...كان في لحونك عمقٌ وخصوصيه ...
فطريقة غنائك متقنةٌ شجيه ...
بكلماتٍ منتقاة ...ولحون عذبات ...
واداءٍ يوصل الاحساس في عمق الخيال ...
كنت اغنيتاً رائعة الجمال ...
لن تصمد الارواح امامها عن الرقص محال ...

...........

وفي تاريخي ...طال صراع الحضرات ...
فكانت الحروب والغزوات ...
تاريخٌ مليءٌ بالانتصارات ...
رايات ماعرفت السقوط ...
وهامات ماعرفت الانكسارات ...
حتى واجهتني غزوةٌ ليست كالاخريات ...
ماعادت بها جيوشي ...بل رحلت اسارى...
واسلحتلي غنائم الهزيمات ...
وعدت منها مكبلته بالقيود ...
اسير خلف الركب دامية الجراح ...
فالى عندك ياسيد الاسياد ...انهيت تاريخ الكفاح ...

.........

وفي الرياضيات ...تغيرت كل المعادلات ...
الهندسه والخوارزميات ...
الاضلاع والمنحنيات ...
لتُدخِل العمر بأرقامٍ وحسابات ..
لتطرح منه مادونك فات ...
ولتبقي مابك ات ...
وتحسب النتيجه ...وتخبرني بالنهايات

..........

وبعد ان انهيت العلوم ...لم انسى الادب
فأنا ياحبيبي ..عاشقةٌ أُحب ...
كتبتك في شعري وفي نثري ..محب ...
فملأت صفحات وصفحات ...
دفاتر ٌ وكراسات ...
ولكن في النهايه ...لمست عجز الكلمات ...
وفشل كل الدراسات ...ان تبلغ كنهك ...
او تجيد وصفك ...
فلن اطيل السرد اكثر ...
فأنت ياحبيبي ...من العمر اكبر
واعمق من جهد السنوات ...
ولأختصرك لابد ان ابتكر علماً جديد
غير كل الذي درست ...
وغير كل القراءات ...
فأنت حبيبي شيءٌ من نسج الخيال ...
جمالٌ محال ...
فمحالٌ ان يحاط المحال ...