بين الحقيقة والسراب
بين الحقيقة والسراب
تعودنا المديح على سراب
ومن جهل رفعنا الجاهلينا
وقلنـا للكرام أصـــاب قوم
على علم تحدى المبدعينـا
وهذا الدهر ألهمنا دروسا
ولن نمشي على درب مهينا
إذا صال الحقود به فرحنا
وإن مر الكريم به هزينــا
ونبني للظَّلوم لــه قلاعــا
ونسدّ ثغورهـــا سدّا متينا
ونجعل من صدور القوم درعا
إذا حلّـت فلــول العابثينـــا
وكـم همٍّ أحـــاط ولا نبالــي
لأنــا قـد خسرنـــا الأولينــا
أفخرا أن نرى قومي صراعا
وفينــا العزم نهــر لا يلينــا
أنقبل أن نُـــذلَّ ونحــن عُرب
على البلوى مضينا صابرينا
سلوا التاريخ عما كان منــا
لم نُهزم ولا هربنا مدبرينـــا
ونحن السيف والرمح المفدى
ونحن الجود والــدر الثمينـا
فقــــل للعاديــات إذا تمــادت
كلاب السوء في أرضي سنينا
تهُبُّ الناس للتصفيق طوعا
فتقهرهــا عقــول العابثينـــا
لقد بنينا المجد في دوح المنايا
وكنا جبالا لا نُهدم ولا نلينــا
أأبكــي بعد أن ضــاعت بلادي ؟
وأصبحنــا نيامـــا مسخّرينــا
فقــل للعروبــة أين قدســـي ؟
وحــق الحــق نعرفه وتينـــا
فلسطيــن تنادينـــا أين أنتــم ؟
أنصمـد للحِمــا أم نستكينـــا ؟
وحــق الله لــن نبنــي سلامــا
وكلب الكُفــر يخذلنــا كمينـــا
لقد بعنــا المباديء دون ردع
وكنا كالنساء الخائفات ملثمينا
نعم فينــا الرجــال وهم حُماةً
لحـــق الله دومــا ساهرينــا
إذا نودوا رأيت الفرد جيشــا
وإن صالوا رأيت الحرب دينا
فدع عنك التباهي يا ابن قومي
ونــل فخــرا كفخــر الأولينــا
بمحمدٍ سِدْنــا ونلناهــا شعارا
ودينــا لـم يكن من قبل دينــا
كتاب الله زادنا شرفا ونصرا
بــه التوحيد أسمـاها اليقينــا
شعر : محمد شرف الشريف المدلي
عمدة التوبي السابق القطيف
المملكة العربية السعودية
رد مع اقتباس