منتديات الفرات
جندي امريكي يعتقل أسرة عراقية



دمشق: تتناول رواية "بلاد سعيدة" تأليف شاكر الأنباري التي صدرت في دمشق عن دار التكوين والتي تم ترشيحها لجائزة "بوكر" العربية المتغيرات العراقية عبر حياة بلدة صغيرة تقع على ضفاف نهر الفرات، وذلك عبر حشد من الشخصيات الواقعة تحت ضغط ما استجد من أحداث، كان أبرزها دخول جيوش أجنبية الى البلدة، وانهيار دولة مفاجئ، وتوزع ولاءات الناس بين مؤيد ومعارض.

وقد خلخلت تلك المستجدات حياة الجميع، المرأة والطفل والشيخ، الطالب والعامل وراوي البلدة الأعرج، السائر بين أزقتها يوميا عبر عكازه المصنوع من الألومنيوم.

وجاء في الرواية "في نقطة بعيدة من الصحراء تقوم المقبرة ، في قبر جديد سيدفن foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? الأعرج ، وسيرفعون رايات بيض حين يذهبون لدفنه. سيزداد الموتى واحدا ، تلك سنة الحياة كما كان أبي يردد ، شوارع البلدة ظلت جارية بالسيارات والبشر ، أصوات انفجارات بعيدة ، أصوات مروحيات تحوم فوق جزيرة الفرات قرب الجسر. نخيل البلدة، وكما أراه من السطح، يتناقص قليلا قليلا. لم يعد أحد يهتم بزراعة النخيل. تجارة ما عادت مربحة ، زوجة خالي تحلب بقرتها في الفناء الخلفي للبيت ، نجاة زوجة أخي كمال تكنس الحديقة الأمامية، التي شهدت جلساتنا وحواراتنا ، بحججه المنطقية والباردة كان سعيد يقنعنا دائما ، يقنعنا في تبرير، وشرح، ما يجري في حياتنا ، كل ما كان يقوله صحيح، إلا أن ذلك الصحيح لم يغير الجحيم الذي نعيشه. الجميع على صواب في هذا البلد ، مع ذلك فنحن نموت يوميا.نموت ونشقى".

وتأتي تفاصيل الحياة اليومية في مونولوج بطل الرواية محمد، لتكون أشبه بسجل وثائقي لمرحلة مفصلية في تاريخ البلد ، بطل الرواية محمد يروي بذاكرة مشتتة اللحظة التي انفجر فيها تحته صاروخ أميركي، جاء انتقاما لمواجهات مسلحة هدمت ذاكرة البلدة العتيقة لتضيف إليها ذاكرة جديدة، ذاكرة مصنوعة من ألم ورعب وأحلام وأفكار.

التحولات الجارية في البلدة أصبحت شبيهة بكابوس مرعب، فمقبرة البلدة لم تعد مكانا آمنا للدفن ، وصار الأحياء يدفنون أمواتهم بعد حمل رايات بيض تطمئن الدوريات الأجنبية المطوقة لطرق البلدة ، الطائرات راحت ترصد الجميع، الفلاحين في الحقول، والسائرين في الطرقات، والطلاب المتوجهين الى مدارسهم. ضمن هذه الأجواء الكابوسية، والسوريالية بعض الأحيان، يتلفت بطل الرواية حوله باحثا عن بصيص من الضوء.

ووفق جريدة "المدى" العراقية تعد رواية شاكر الأنباري "بلاد سعيدة" سجل روائي لمرحلة فاصلة في تاريخ المهمشين الذين لم ترد أسماؤهم في البيانات الحربية وسجلات حقوق الإنسان.