قصة إسلامية :الأحنف بن قيس ( رضوان اللهعليه(
روي أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أرسلجماعة يرأسهم رجل من بني ليث إلى البصرة ليدعوا أهلها إلى الإسلام والتمسك بفضائله، لكنه لم يجد أذناً صاغية ، فقال الأحنف للناس : والله أن الرجل يدعو إلى خير ،ويأمر بالخير ، وما أسمع إلا حُسناً ، وأنه ليدعو إلى مكارم الأخلاق وينهى عنرذائلها .
ولما عاد الليثي إلى النبي ( صلىالله عليه وآله ) ذكر له ما جرى هناك وما سمعه من الأحنف ، فقال ( صلى الله عليهوآله ) : ( اللهم اغفر للأحنف ) ، فكان الأحنف بعد ذلك يقول : فما شيء أرجى عندي منذلك ، يعني من دعوة النبي (صلى الله عليه وآله) ، فَأسلَمَ .
أبرز صفاته :
أدرك الأحنف عصر النبي ( صلى الله عليه وآله ) ولكنهلم يراه ، وكان يُعد من دُهاة العرب ، وكان رجلاً عالماً حكيماً وشجاعاً وصاحب رأي .
وقد تميز بصفة الحلم حتى صار العرب يضربون بهالمثل فيقولون : ( أحلم من الأحنف ) .
وسُئلذات مرة كيف أصبحت رئيساً لقومك ؟ ، فقال : بعوني للمحتاجين ونصرتي للمظلومين .
موقفه مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
شهد الأحنف بن قيس جميع حروبالإمام علي ( عليه السلام ) ، إلا حرب الجمل ، إذ قال لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) قبل الخروج : يا أمير المؤمنين ، إِختَر مني واحدة من اثنتين ، إما أن أقاتل معكبمئتي محارب ، وإما أن أكف عنك ستة آلاف سيقاتلون مع طلحة والزبير ، فقال أميرالمؤنين ( عليه السلام ) : أكفف عنا الستة آلاف أفضل ، فذهب الأحنف إليهم ودعاهمإلى القعود واعتزل بهم ، وكان ذلك سبباً في عدم ذهابه إلى حرب الجمل .
موقفه من خلافة معاوية :
روى صاحب أعيان الشيعة :
دخل الأحنف وجماعة من أهل العراقيوماً على معاوية ، فقال له معاوية : أنت الشاهر علينا السيف يوم صفين ، ومخذلالناس عن أم المؤمنين [ عائشة ] ؟ ، فقال له : يا معاوية لا تذكر ما مضى منا ، ولاتردّ الأمور على أدبارها ، والله إن القلوب التي أبغضناك بها ، يومئذٍ لفي صدورنا ،وإن السيوف التي قاتلناك بها لعلى عواتقنا ، والله لا تمدّ إلينا شبراً من غدر ،إلا مددنا إليك ذراعاً من ختر [غدر[ .
وفاته :
توفي الأحنف بن قيس ( رضوان الله عليه ) سنة ( 67 هـ( في الكوفة .