في نظرة دقيقة والجمهور حولك قد تتسلل لك خواطر السعادة، وتخبر فؤادك بأنك في طريق كله فرح وسرور.
ولكن تأبى نفوس الأتقياء من التعلق بذلك، بل إنهم يجدون في الخفاء سرور.
بل ويستمتعون بالخفاء؛ لعظيم ما يتلذذون به من منح الرب وهداياه.
فلا تسل عن مبدأ الخفاء عند الأتقياء إذ هو باب السرور لهم؛ لأنهم وجدوا أن لحظة رؤية الرب وحده لهم هي أمتع اللحظات وأسعد الساعات.
ألم يقل صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي ) رواه مسلم [ 14/215].
فهذا الحب الإلهي أثار في القلوب البحث عن الخفاء ليفوزوا بالموعود "الحب".
فيا من أزعجته نفسه للتطلع للصدارة وطمحت همته للشهرة والتفاف الناس حوله أقول لك: إن الخفاء له سرور.