سَأَكتبُ بِدَمي و دُموعي
و اِبتسامتي ..
عَنْ حُزنِكَ المَسجونِ يا وَطني
في زنزانةِ الزَّمنِ ..!
و سَأَعبرُ في غُضونِ
يَقظَتي و حُلُمي
مُحيطَكَ الأَقصَى
مُتجاوزاً المَدَى
مِنْ فَنَنٍ إِلى فَنَنِ ..!ِ
و سَأَنسجُ مِنْ لَحظاتِ عزّكَ
الماضي
دَليلاً لِثورةِ الغَضبِ ..!
و سَأُحَطِّمُ بِعنفوانِكَ المِحنَ
و أَدكُّ قَزائِمَ الأَرضِ
مِنْ صَنَمٍ إِلى صَنَمِ ..!
***
عَمداً .. اِغتصبوكَ
أَبناءُ الخَطايا .. يا وَطني
و طافوا حَولكَ يَنطقونَ
بِالإِثمِ و الكُفرِ :
عَكْ .. نَحنُ غراباً عَكْ ..!
فُكَّ لَنا إسارَ العانيَةَ
عَكْ ..!... عَكْ
نَحنُ وَرثناكَ
أَبناءُ الطّاغيَةِ
كما تَرثُ الشّهوةُ
لَذّةَ الغانيَةِ
نَحنُ غُراباً .. عَكْ
أَبو جَهلٍ يَنطقُ بِالمجدِ عَنكَ
يا وَطني ..!
و نَحنُ ما زلنا بِشجونِكَ
نَغطُّ في غَمرةِ
اللّيلِ الزَّنيمِ
تَجمَعُنا حولَ دروبِكَ
سُجوعُ الشّكايَةِ و الأَنينِ
و تَبقَى أَنتَ فوقَ رِمالِ شَقائِكَ
مُعذَبٌ بِضياءِ شَمسِكَ
يا وَطني ..!
تَنتَظرُ أَوبَةَ الفَجرِ
مِنْ سَهدٍ إِلى سَهدِ
و كَأَنَّكَ وَحدَكَ المَعنيُّ في الكُتبِ
مِنْ عَهدٍ إِلى عَهدِ
لا .. لا.. و رَبُّ الكَعبَةِ
لَنْ يَصهدَ صَوتُكَ
ــــ و أَنتَ المَغمورُ بِالوَحيِّ ــــ
كَنشيجِ النَّفسِ بِالأَلمِ
أَو يَتقَطَّعُ في قَعرِ وادِ
كَحجرٍ منذُ سالفِ الحُقبِ ..!
عُدْ إِلينا ..
هَداكَ اللهُ سَبيلَ الرّشادِ
كَالذّي آمنَ مِنَ الرُّسلِ ..!

منقول