كعادتها كل يوم وبنفس الوقت .. تزورني لتذكرني بما نسيت.. فمرة تذكرني بعطرها .. ومرة اخرى بملابسها... ثم ترحل ... وأنا اراقب تلاشئها مبتعده بكل رضا.. كمن يراقب حبات الرمل في الساعة الرملية... منتظرا دورتها القادمة.

لكنها اليوم اتت على غير عادتها.. شاحبة الوجة .. شاردة الذهن.. ذابله ذبول ورد الخريف.... ذهب بي التفكير بعيدا... تمنيت لو استطيع سؤالها ماذا بها...
دارت حولي دورة شبه كامله.. تاملت في عينيها.. وكاني اول مرة ابحر في سوادها.. فلم ار سوا ظلمة كامواج البحر.. تاملت في ملامح وجهها فلا ارئ فية إلا قسوة الجبال ... وهدوء الليل...
مرة اخرى تمنيت لو استطيع سؤآلها ... اين اختفت إبتسامتها المعهودة كل يوم؟؟.. ولما هذا الجفاء اليوم .؟؟
لم تمهلن كثيرا... جلست بجانبي ... دست ورقة كانت تحملها بيدها تحت وسادتي ...... ثم رحلت ....


فزعت من نومي كمن يريد اللحاق بالقطار ...
رفعت وسادتي كالمجنون علي اجد الورقة التي وضعت لي في منامي...
اصبت بخيبة امل حين رأيت الفراغ يخيم تحت وسادتي... كنت خائفا عل مكروه اصابها ... ترددت هل احادتها ألان في هذا الوقت المتاخر .. ام انتظر الصباح..
دمعت عيني حين فكرت ان مكروها قد اصابها .... فقد احببت النوم ‏.. لاني لا اجدها إلا فية... اذهب إلى الفراش كل يوم في نفس الوقت منذ اول يوم رايتها فيه ... اصبحت مجنونا ... انتظر وصولها ... استمع إلى كل كلمة تقولها دون ان اقاطعها ...

لم يك بيدي شيء سوئ إنتظار الليل كعادتي.
اتى الليل بعد صراع طويل مع النهار... فاتت معه تحمل نفس ملامح الامس... وذبول الامس ... وورقة الامس ... ثم رحلت كالامس...

رفعت وسادتي.. وجدة ورقة مهترءه .. فيها بعض قطر من ماء ... مكتوبا باسفلها ... بخط يد غير واضح... يدل على ان صاحبة الخط لا تعرف الكتابه... وإنما جاهدة نفسها لتكتب هذه الكلمات.

0
0
0
0
0
0
0
0
0
0
0
0

-


ارجع أنت كما أنت
فأنا لست أنا بدونك ..