أشجــان دجلــة ..


في الغربة الظلماء آلا مي وأحزاني
صوت يدق أضــلاعي وأركـــــاني

لــم أدري أني بـــذاك النهر منشغلا
حتـى غفوت بحلم فيــه أشجــــــاني

فيه الضفــاف وفيه العذب منحــدرا
وفيــه التقيت بقلب كـــــان يرعاني

وفيــه بكيت على الأوطــــان أندبها
قد طــال صبري فأين اليوم إخواني

فـي ضفتيه عيونــا كنت أحسدهــــا
كمـا يحسد الحساد أحبـابي وخلاني

أيـن الأسود وأين اليوم مضجعهــــم
وأين الصدور التي نـادت بأوطـاني

النــوم ذل والــــسكوت مصيبـــــــة
والحق مــات وفيــه اليوم أحـــزاني

مــا كــان عهدي بــالعروبة أن أرى
شيخـــا يلوذ بصــانع البهتــــــــــان

قــد أوقــدوا نـــار الخراب بــــأمتي
وتبــاعدوا عن نعمــة الــــــــرحمن

جــاءوا بــآلات الدمــار وخربـــــوا
حصن الرجـــال وبـــاحة الشجعـان

طوبى لأهلي في الديــار تنـــــاثروا
في الأرض ظلما والضمير هجـاني

قالوا صبرت على الأذى يا عـاشقي
فقلت صبــرا من لظى حرمــــــاني

بكت الخواطـر وما بكتهــا أدمعـــي
فكيف تشــدو ذلتــي أجفــــــــــــاني

لا عشت يومــا أن أكون مصـــافحا
يد الخــؤون وعـــــابد الأوثـــــــــان

تلك الدمـــاء على التراب مســـاجدي
ومعــــابدي في دوحــة الــــــــغفران

نعم يـــا دجلة شماء يــا نهر الوفــاء
يـا قبلــة الأحرار والتاريخ والأزمان

قلبــي ينــاديك وأوتــاري بــــلا نغم
يــا سيد الــموج يـا فخري وألحانــي

أنـــا عشيق مائك والأمواج تعرفنـي
وفي ضفتيك خطوط الشمس عنواني

منك ارتويت وأحلام الصبـا شهــدت
إنـي غريق وأنت الــــيوم ربـــــاني

الحب نور ورب الكون بـــــــــاركه
والهجر عيب فهل يا نهر تنســـــاني

شعر : محمد شرف الشريف المدلي
المملكة العربية السعودية