اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد


يعد امامنا على عليه افضل الصلاه والسلام أشجع الخلق بعد رسول الله،


ولا يمكن أن توصف الشجاعة بأكثر من أنه ما مثل بجثة أحد صرعه، ولا بارز أحداً إلا قتله،


ولا فرَّ قطّ، ولا ضرب ضربة فاحتاج إلى ثانية، وكان يقول كرم الله وجهه: "ما بارزت أحدا إلا وكنت أنا ونفسه عليه"..


ولأن مواقفه الشجاعة لا يحدها حد فما لنا إلا أن نقف على ساحل بحر شجاعته لنذكر بعضا منها.




ولعل أشهرها موقفه يوم الخندق، عندما لم يتمكن المشركون من عبور الخندق إلا ثلاثة منهم وعلى رأسهم الفارس "عمرو بن عبد ود"


، وهو أحد الرجال الذين يخشى أعتى الفرسان مواجهتهم. وقف عمرو ليعلن عن نفسه وليتحدى جموع المسلمين قائلا: "هل من مبارز"؟


فأخذ الصحابة ينظر بعضهم إلى بعض وينظرون للنبي، وتذكر الروايات أن النبي قالها ثلاث مرات: "أيكم يبرز إلى "عمرو" وأضمن له على الله الجنة؟"


وفي كل مرّة كان يقوم "علي" رضي الله عنه ولا يقوم غيره.



لقد وثب إليه أمير المؤمنين كرم الله وجهه فقال أنا له يا رسول الله، فقال ياعلى هذا عمرو بن عبد ورد قال علي: وأنا "علي بن أبي طالب


، فقال له رسول الله: ادنُ مني فدنا منه فعمّمه بيده ودفع إليه ذا الفقار (سيف النبي)


وقال: اذهب وقاتل بهذا، وقال: اللهمَّ احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته". فمر أمير المؤمنين يهرول وهو يقول:


لا تعجلن فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز



ذو نـيّة وبصيرة والصدق منجي كل فائز


إني لأرجو أن أقيم عليك نائحة الجنائز


من ضربة نجلاء يبقى صيتها بعد الهزائز


قال عمرو ومن أنت؟ قال: أنا "علي بن أبي طالب" ابن عم رسول الله، فقال: والله إن أباك كان لي صديقاً وإني أكره أن أقتلك ما آمن ابن عمك حين بعثك إليّ أن أختطفك


برمحي هذا فأتركك بين السماء والأرض




منقول