سنأتي زاحفين

سنأتي زاحفين

قصيدة كتبت بدماءٍ أُريقت في حاضرة المصطفى


اَرْوِيْ بِـظَـامِـئَــةِ الـضِّــيَــاءِ نَــهَـــارا فَالـلّـيْـلُ فِـــيْ كَـبِــدِ الـبَـقَـيـعِ أَغَــــارا
يَغْـتَـالُ فِــيْ صَـمْــتٍ قُـبُــورًا هُـدِّمَــتْ ضَــمَّـــتْ هُـــــدَاةً سَـــــادَةً أًخْـــيَـــارا
بِمَـعَـاولٍ فِــي كَـــفِّ أَخْـبَــثِ عُـصْـبَـةٍ كَــانُـــوا بِـحُــكْــمِ كِـتَـابِــنَــا فُـــجَّـــارا
لــــن يـطْـفِـئــوا بِـمَــعَــاوِلٍ إيـمـانـنــا لـــــن يـطْـفِـئــوا بِـعُـتُـوِّهِــمْ أَنْـــــوَارا
كَـلاَّ وَرَبِّ الكَـوْنِ لَــنْ يُـطْـفَ الـهُـدَى وَ الـقَـائِــمُ الـمَـهــدِيُّ يَـطْـلِــبُ ثَــــارا
مَـــــا حَـالُــنَــا وَمُـغَــيَّــبُ آلِ الــــــذِي مَـلَــئ الـقُـلُــوبَ تَـصَـبُّــرًا وَتَــــوَارَى
مُـتَـوَكِّــئٌ سُـــــورَ الـبَـقِـيْــعِ بِـعَــبْــرَةٍ تُبْـكِـي القُـبُـوْرَ وَ تُـشْـعِـبُ الأَسْـــوَارا
وَالـقَـلْــبُ مِــنْـــهُ مُـقَــسَّــمٌ وَمُـفَــتَّــتٌ بَــيْـــنَ الـنَــبِــيِّ وَبَــيْـــنَ آلٍ صَـــــارا
يَــا قَائِـمًـا جَــلَّ المُـصَـابُ بِـنَــا فَـهَــلْ أَعْـلَــنْــتَ فِـيــنَــا ثَـــــوْرَةً وَبِـــــدَارا؟
شَـيِّـدْ أَيَــا قَـمَــرَ الـزَمَــانِ مَـشَـاعِـرًا فِـيْـهَــا الـقِـبَــابُ تُـنَـاطِــحُ الأَقْــمَـــارا
فَالـقُـبَّـةُ الـخَـضْـرَاءُ تَــرْقَــبُ جَــــارَةً ذَهَـبِـيَّــةً تَــهَـــبُ الـسَّــمَــاءَ وَقَـــــارا
وَ مَـــآذِنُ الـحَــرَمِ المُـطَـهَّـرِ تَـقْـتَـفِـي بِـسَـمَــا الـبَـقِـيـعِ مَــنَـــارَةً وَمَــنَـــارا
وَقُـلُــوبُ شِيْعَـتِـكُـمْ تَــضِــجُّ كـجـمــرة مـــلأت هـمـومًـا و امـتـطـت اكــــدرا
حَـيْـرَى تَــرَى تِـلْــكَ الـقُـبُـورَ مُـهَـانَـةً وَتَـــــرَى بِــآثَـــارِ الـقُــبُــورِ دَمَـــــارا
اَطْـفِــي بِـنَــا نَـــارَ الحَـنِـيْـنِ بِـأَضْـلُــعٍ فَـالـشَّـوْقُ أَشْــعَــلَ وَجْــدَنَــا وَأَثَــــارا
فَمَتَـى نَـرَى تِلْـكَ المَشَـاهِـدَ قَــدْ بَــدَت وَضِـيَـائُـهـا شَــــقَّ الــظَــلاَمَ نَــهَـــارا
وَمَتَـى نَـرَى الأَعْـتَـابَ مِـنْـهُ فَنَرْتَـمِـي وَالـدَّمْــعُ مِــــنْ وَجَـنَـاتِـنَـا يَـتَـجَــارى
وَمَـتَـى نَسِـيْـرُ إِلَــى الضَـرِيـحِ بِلَهْـفَـةٍ وَنَـطُـوفَ عَـشْـرًا بِالـضَّـرِيـحِ مَـــدَارا
وَمَـتَــى نَـــرَى الـشُـبَّـاكَ يُـلْـثَـمُ تَـــارَةً وَ يَـتِـيْــهُ فِــــي أَضْـلاعِــنَــا مَـــــوَّارا
وَمَـتَــى نُـعَـفِــرُ كُــــلَّ خَــــدٍّ بِـالـثَــرَى وَنَخُـوضُ فِــي تُــرْبِ البَقَـيْـعِ غِـمَـارا
وَمَــتَــى نُـقَـبِّــلُ كُـــــلَّ أَشْــبَـــرٍ بِـــــهِ وَنَـصِـيْـحُ بِالـصـلَـوَاتِ فِـيْــهِ جِــهَــارا
وَمَتَى نَرَى الصحْنَ الشَرِيْفَ تَزَاحَمَتْ فِـيْــهِ الأُلُـــوفُ فَـخَـطَّــتِ الأَسْــــوَارا
وَ صَـقِـيــلُ بَــارِقَــةِ الـلُـجَـيـنِ بِـبَـابِــهِ يُسْـبِـي العُـيُـونَ وَيَخْـطِـفُ الأَبْـصَــارا
هَــلْ كَـــانَ حُـلْـمًـا أَنْ نَـــرَاهُ مُـشـيَّـدًا وَنَــرى عَـلَـى تِـلْـكَ القُـبُـورَ مَـــزَارا؟
هَــلْ كَــانَ جُـرْمًـا أَنْ نُــدَاوِيَ وَجْـدَنَـا بِـشَــذَا الـقُـبُـورِ فَنَـنْـسِـفُ الأَكْـــدَارا؟
هَـــلْ كَـــانَ ذَنْـبًــا أنْ خُلِـقْـنَـا شِـيْـعَـةً نَـصِـلُ الـنَـبِـيَّ وَنُـوصِــلُ الأَطْـهَــارا ؟
وَاللهِ إنْ هُـــــمْ ضَـيَّــقُــوا وَتَــآمَـــرُوا كَــيْ يَمْنَـعُـوا عَـــنْ يَـثْــرِبَ الـــزُوَّارا
قَـسَـمًـا لَـنَـأتِـي زَاحِـفِـيْـنَ وَنَــمْــلأُ الـ آفَــــاقَ مِــــنْ صَـرَخَـاتِـنَـا إِعْــصَــارا
سَـنَـظَـلُّ دَوْمَـــا إِنْ تَكَـمَّـدَنَـا الأَسَــــى سِــرْنَــا وَكَـحَّـلْـنَـا الـعُـيُــونَ غُــبَــارا
سَنَـظَـلُّ نَقْصِـدُهُـم وَلَــوْ طَــالَ الـمَـدَى وَسَـنَـعْـبِـرُ الأَقْــطَـــارَ وَ الأَمْــصَـــارا
وَسَنَقْـصِـدُ العَـتَـبَـاتِ مِـنْـهُـمْ سَـرْمَــدًا وَنُــجَــدِّدُ الـعَـهْــدَ الـعَـظِـيْــمَ مِـــــرَارا
سَـنَــزُورُ آلَ مُـحَـمَّـدٍ رُغْــــمَ الــعِــدَى يَــــا قُــــوْمُ إِنَّــــا فِـيْــهُــمُ لاُسَـــــارَى
سَنَفِـيـضُ نَـحْــوَ قُـبُـورِهِـمْ بِدُمُـوعِـنَـا وَنَـصُــبُّ فِـيْـهـا الـمَـدْمَـعَ الــمِــدْرَارا
وَلاِنْ تَـقَـصَّـدَنَــا الــضَـــلالُ بِـسَـيْـفِــهِ فَـلَـكَـمْ رَوَتْ مِـنَّــا الــدِمَــاءُ شِــفَــارا
كَــمْ قَـطِّـعَـت مـنــا الـــرُؤُوسُ نِـكَـايَـةَ أَوْ قَـطَّـعُــوا بَــعْــدَ الـيَـمِـيـنِ يَــسَــارا
مَـــا صَـدَّنَــا ظُــلْــمٌ فَــــذِي أَرْوَاحُــنَــا مِـــــنْ كَــرْبَـــلاءَ تُـــجَـــدِّدُ الآَثَــــــارا
أَوَ مَــــا دَرَوا أَنَّ الـشَـهَــادَةَ رَمْــزُنَــا إِنَّـــــا اتـخَــذْنَــا كَــرْبَـــلاءَ شِـــعَـــارا
إَنَّــــا وَرَثْــنَــا مِــــنْ حُـسـيــنٍ عِــــزَّةً فِيْـهـا الكَـرَامَـةُ تُـرْخِــصُ الأَعْـمَــارا
هَيْهَاتَ أَنْ يَمْحُـوا الـوَلاءَ أَمَـا وَعَـوا إِنَّــــا رَضَـعْـنَــا ذَا الــــوَلاءَ صِــغَــارا
إِنَّـــا تَمَطَّـيْـنَـا الـزَمَــانَ وَلَــــمْ نَــكُــنْ نَخْشَـى الصُـرُوْفَ وَنَـرْهَـبُ الأَقْــدَارا
فَـوَحَــقِّ اَحْـمَــدَ وَالــوَصِــيِّ وَفَــاطِــمٍ غَـيْـرَ التَشَـيُّـعِ لَـــنْ يَـكُــونَ مَـسَــارا

للشاعر / السيد حسين العبد العال