وجه رسالة إلى أنصاره عن مكان المحكمة وروى لطه ياسين رمضان كيف اعتقل نشرت صحيفة عراقية محلية تفاصيل جديدة عن تصرفات الرئيس العراقي السابق صدام حسين خلال جلسة محاكمته في 15 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي
وكشفت صحيفة «الشاهد المستقل» الأسبوعية بعض ما دار خلال الجلسة التي حضرها مراسلها. وقالت أن صدام دوّن بخط يده بيتين من الشعر على ورقة صغيرة في دفتر ملاحظاته، خلال جلوسه داخل قفص الاتهام، وحصل عليها المراسل.
كتب صدام:
اشمخ عزيزاً مهرك البارود وان تعثر الزمان يعود
عزمنا للدهر نيرانا مخبأة أخدود في الوغى يتبعه أخدود
الأبيات التي كتبها صدام حسين كما نشرتها صحيفة «الشاهد المستقل»
وأشارت إلى أن صدام لم ينم الليلة التي سبقت الجلسة، إذ أوقظ في الثانية صباحاً وكان يرتدي ملابسه «الرسمية»، ثم يخلعها، ويرتدي دشداشته التي احضرها له الأميركيون مع بعض الأدوات في صندوق اصفر، احتوى الدشداشة والسترة والعقال والقميص والبنطلون، وتركت له وللمعتقلين كي يرتدوا ما يشاؤون. وقبل الساعة الثامنة صباحاً طلب صدام مشطاً محاولاً الظهور بمظهر أنيق أمام العراقيين والعالم.
وفي ساعات الفجر الأولى جرى فحص طبي شامل لصدام، وأكد الأطباء بعدها سلامته من الإمراض المعدية والخطيرة. لكنه أشار إلى إصابته بالتهاب الغدد اللمفاوية، واستحوذ الرئيس العراقي المخلوع على إعجاب المجندات الأميركيات اللواتي أبدين مرونة كبيرة معه، وأكدن انه ذو شخصية جذابة.
وفي ساعات الصباح الأولى التي سبقت المحاكمة كان صدام يسأل عن اسم مبنى المحكمة وموقعها، وعن أسماء القضاة، فأعطي إجابات مضللة، إذ كان الأميركيون يعرفون انه سيخاطب أتباعه وجماعته وسيحدد الموقع بإشارة منه. وهذا ما حدث فعلا عندما أشار إلى اسم بناية التصنيع العسكري أثناء حواره مع القاضي.
وتابعت الصحيفة أن جميع من حضروا المحاكمة شاهدوا دفتراً اصفر اللون وقلم رصاص أمسك بهما صدام. وهو يجلس داخل القفص، وقد كتب بيتاً من الشعر إلا انه لم يعجبه فشطبه، وكتب بدلاً منه البيتين المذكورين سابقاً.
وهي أول وثيقة بخط يد صدام منذ اعتقاله في كانون الأول /ديسمبر عام 2003.
ويبدو من خلال الشعر الذي كتبه صدام انه يدعو إلى الصمود. ويؤكد أن «المهر لهذه العزة والكرامة المفقودة لا يكون إلا بالبارود. وان اعترضك شيء جانبي وجعلك تعثر فلا بد من أن يدور الزمان دورته، ويعيد التاريخ نفسه فالحرب طويلة».
وروى صدام خلال الاستراحة بين الجلستين الأولى والثانية قصة اعتقاله لنائبه السابق طه ياسين رمضان، بعدما قبل الأخير رأسه وسأله عن كيفية القبض عليه. فأكد له بعد أن ضرب على إحدى ساقيه «والله لم امش يوماً وراء عواطفي إلا تلك المرة. ودفعت جراء ذلك أغلى ثمن في تاريخي» وتابع: «جئت من حمرين بعد أن قضيت هناك يومين شاقين التقيت خلالهما مع بعض القادة. وكان الشخص الذي يقود السيارة التي تقلني يدعى قيس النامق وكنت متعباً حينها وعندما وصلنا إلى منزل قيس سألته: هل هناك إحراج أن أنام عندك الليلة؟ فقال لي: سيدي أنت ضيفنا العزيز. ولم أشك مطلقاً بكلامه وفوجئت بأن الأميركيين يقفون على رأسي بعد أن وشى بي قيس النامق». وهنا سأل صدام نائبه السابق عن أحوال المعتقلين الآخرين فأكد له أنهم «يتمتعون بمعنويات عالية جداً باستثناء محمد الزبيدي عضو قيادة حزب البعث الذي أصيب بمرض عقلي وعادل عبدالله مهدي عضو القيادة الذي توفي في المعتقل». عندها قال صدام: «خلص من الفضيحة والعار».
وكان يقصد أن العار سيلاحق عادل الدوري لو كان حياً لأن قيس النامق الذي وشى به هو زوج شقيقة الدوري، سيما والأخير هو الذي قدم قيس إليه وكفل وفاءه.
منقول