أغمضت عينى بعمق
حتى أغادر المكان و الحاضر ووقفت
أمام بوابة الأمس أطرقها بإلحاح وتمنيت
قمة التمنى أن يعود الزمان إلى الوراء كى
يعود إلى عالمى كل ما أتمنى عودته فربما لو
عاد الزمان عاد مع الزمان ذلك العزيز الذى رحل
كالحلم ومازالت جدران الدار تحتفظ بصوته ومازالت
الطرقات تحفظ خطواته ومازال فى القلب إحساس يؤكد
أنه ذات يوم سيشرق على الدار من جديد لو عاد الزمان
إلى الوراء لغيرت الكثير .. ومسحت الكثير .. وألغيت الكثير ..
وأضفت الكثير .. وتجنبت الكثير لكن الزمان لا يعود إلى الوراء
فالوقت عمر لا يعاد .. ولايتكرر وما أسعد أولئك الذين استوعبوا
الدرس باكراً وانتهزوا الفرصة بشكل صحيح ......إذن.....لأخرج من
بوابة الأمس .. لأدخل مع نفسى مدن التمنى فربما فاجأنى الغد يوماً وأهدانى
كل ما أتمنى اليوم فلا مستحيل مع الإصرار فإن كان وقتك يسمح وكنت من هواة الحلم والتمنى
فرافقنى فى جولة فى عالم الأمانى و الخيال ولنحلم معاً مادامت الأحلام
مجاناً فربما جاء بعدنا زمن تُسعر فيه الأحلام فيتوقف فقراء العالم عن الحلم.............
أتمنى
أن أسافر على حناح طير النورس إلى مدينة بعيدة .....مدينة لا تشبهها المدن .....
مدينة لون سمائها أبيض ولون نجومها أسود ولون جبالها أزرق ولون بحرها بنفسجى
ولون ترابها برتقالى ولون أشجارها أصفر تمتلىء بالعصافير الملونة بُنيت منازلها من الورد
الأبيض يرتدى سكانها زياً موحداً ويتحدثون بلغة الحب ولا ينطقون إلا بالصدق يسهرون تحت
ظل القمر وينامون على صوت الأمواج والعصافير ولا تعرف قلوبهم سوى النقاء
عفواً صديقى
استيقظ
لقد انتهى الحلم وبقيت الأمنية وانتهى عام قديم وبدأ آخر جديد
فكيف ستكون فى هذا العام ..ماذا ستقدم إلى نفسك ..كيف ستهيىء لها السعادة فليس
الجنون أن تحب نفسك وتدللها
لكن الجنون.............. أن تحب من لايحبك وتتيح له فرصة إذلالك وتعذيبك
عام جديد يفتح لك ذراعيه فلا تغلق أنت ذراعيك فى وجهه وحاول مجرد محاولة أن تغتسل
بالفرح تمتلى ء بالتسامح ....وقلل من التفاتك إلى الوراء كى لا يعوق الماضى تقدمك نحو المستقبل
وقبل أن يرعبنا المساء
لا تحسب سنواتك بأعوامك .... احسبها بأعمالك .... فكم تبلغ من السنوات الآن ؟
فربما لم تولد بعد
مما راق لي
----------------
المستبد