مَـــعَ الــلـــــهِ
   شعر / عمر بهاء الدين الأميري 
شاعر الحب والحنان والايمان 
 
مَعَ اللهِ ما افتَرَقَتْ في الوَرى *** لُغاهُمُ ، وألوانُهُم والصُّور 
مَعَ اللهِ نَوَّعَ أَشْكالَهَم *** وَخَصَّ أَنامِلَهُم بِالأَثَرْ 
مَعَ اللهِ مَيَّزَ أَذواقَهَم *** فَكُلٌّ لَهُ في هًواهُ نَظَرْ 
مَعَ اللهِ في سَبْرِ كُنْهِ الوجودِ *** وَروْحِ الحَياةِ وَسِرِّ القَدَرْ 
مَعَ اللهِ في عالَمِ المُدْرَكاتِ *** وفي الغَيبِ مِن كائِناتٍ أُخَرْ 
مَعَ اللهِ فيما بَدا وانْتَشَرْ *** مَعَ اللهِ فيما انطَوى واسْتَتَرْ 
 
مَعَ اللهِ وِفْقَ نَوامِيسِهِ *** مَعَ اللهِ رَهنَ القَضا والقَدَرْ 
مَعَ اللهِ في بَعْثِهِ المُرسلينَ *** هُداةٍ دُعاةٍ إلى ما أَمَرْ 
مَعَ اللهِ في وَحي قُرآنِهِ *** مَعَ اللهِ في آيهِ والسُّوَرْ 
مَعَ اللهِ في قَصَصِ الأوَّلينَ *** وفي قَصَصِ الأَوَّلينَ العِبَرْ 
مَعَ اللهِ طَوْعاً مَعَ اللهِ سَوْقاً *** فَما مِنْ مَلاذٍ وَلا مِنْ وَزَرْ 
مَعَ اللهِ وَالفَيضُ مِنْ قُدْسِهِ *** يُنيرُ بَصيرتَنَا وَالبَصَرْ 
وَيدفَعُ أَعماقَ إِيمانِنا *** فِراراً إِليهِ وَنِعْمَ المَفَرْ 
فَنُبْصِرَهُ جَلَّ مِنْ خَالقٍ *** بِآلائِهِ البارعاتٍ الغُرَرْ 
وَنَحيا بِهِ ، ثُمَّ نَفْنى بِهِ *** فَنَحيا .. وَنَحيا .. وَنَحيا الدَّهَرْ