اليوم السابع : ديك و غرفة فارغة


هل تذكرين غرفتي الصغيرة
فيها بكيت فيها غنيت
هل تذكرين كيف كان خدك
يقبل خدي في رقصة حنونة
كيف كان الدفء عنوان غرفتنا
و الثلج يلف المدينة
ديك الجيران كل صباح ينادينا
أليس لليلكم نهاية حزينة
لما لا يزورونكم أهل المدينة
أليس لكم عنوان
ما هو زادكم كي تحيو كباقي الإنسان
و الله عجبت لأمركم
كل ليلة خصام و هجران
و مع ذلك لا تبرحون المكان
نعم إن ديك لكني أحب كل دجاجات العم سعدان
و أفهم كيف يكون الحب بين الجدران
لكني لم أرى مثلكما في العمران
و تعلمت منكما أن الحب ليس هو البيض بين الأحضان
بل هو لؤلؤة تسكن الوجدان
لا يملكها إلا الأميران
ليس في المدينة سوى الحب التقليدي السكران
فكل زوج هنا في الحب يهيمان
بين الشعر و أغاني المساء يرقصان
و ما إن تمر يومان
حتى يصيرا عند قاض المدينة يتباكيان
لكن حبكما و إن كان بتزريق العينان
فهو غير قابلن للنسيان
أذكر أنه حين كان يزورونكم الأبوان
يجيدونكما منتوفين الشعر تتبسمان
فيتعجبان كيف لكما لهذا الحب تتحملان
و الله حزنت لرحيلكما أيها الطفلان
فلمن أصيح و ليس في المدينة إنسان
يجيد حبا لا يعرفه النسيان
توقيع :نصر