((منفــاي الأخير))
الشاعر شمس الأصيل
تمـرُ السنون
تتسابق في رحيلها
الساعــاتُ والأيـام
تــدق أجراس الكنائس
وتعلوا الحمائم فوق المـآذن
تذكرني في كل حين
أيمضي؟
الــزمان ولا زلت
بـاحثاً عن منفــاك الأخير
أهمُس ُ
من أعمق جــرحٍ في حنيني
مــا زلــت
مســافر
بعرض البحـار
بقــاربي الصغير
بــاحثاً
عن (بلقيسِ)
وعن حبي الكبيــر
* * * * * * * *
تصيح الريح
تداعب الرمال البعيدة
تتبدل أشكالها
الصحــارى
تتساقط الأوراق
في أول أطلالةً
لفصــل الخريف
ترفرف الستــائر
حيث النسيم العابر
من بين تعــاقب
الأبواب العتيقة
فتطفئ السجائر
بـعد غــروب الحزن
خلف غيــوم الألم
وينسج الشعر
وأحلى قصص الهوى
ويمضي الليــل
بهـدوئهِ
وتمتمــات الحالمين
وأهات من تلاقوا خلسة
خلف جدران الظلام
في لــذة الخوف الوحيدة
مضى الصمت الرهيـب
ونقيق الضفــادع
على ضفة النهر
في أحشــاء القصب المتدافع
الهارب من أعمــاق النهر
يمــضي الزمان
فتنضب المحــابر
ومـا زلت
كطــائر مسـافر
يبحث عن وجهٍ
أظــاعهُ منذ الطفولة
وعينـان
مهما مضى بعيــداً عنهما
يبقى لذاك السحر
متيم أسيــرْ
* * * * * * * * *
ترقــص المشاعر
علـى مسرح اليأسِ
تمـزقٌ
ألــماً
وتعصف العواطف
فينطق التمثال بالدموع
تدوي الرعــود
تخشى على
شموخها السدود
تعــانق الأنــامل
تعض على صبــر السنين
خــوفا ً من الرعــود
تبدل الحديد بالحديد
فينهــال المطر
كبكاء ثكلى
في أول أهـآتهِ الفقدان
ينهــال
على قمم الجبال العالية
فتظيق به الأودية المبعثرة
فيغســل المدن
والشوارع المكسرة
يمسح الدماء الدموع
ويــداعب المظلة
فينتـــاب
من تعانقــا تحتها
غبطة اللُقيى
ونشوة الخلــود
فتخضر الزروع
ويبسم الزهــر
بــزهوه الجميل
وتشرق الشمس
يكرر الوليــد
ليومهِ الجديد
ولم أزل
بملئ نبض القلب
أبتغي الخلــود
فالحــب لا يموت
بعمق آه الروح
أبحث عن وجهٍ
أضعتــهُ منذ الطفولة
قمــري المعالم
وصــدر حنانـهُ وسـادة
عن جسدٍ قــوامهُ سرير
وشعــرٍ من خَلقهِ مُكَستن
كـأنهُ حرير
عيــناكِ
يـا حبيبتي
خــاتمة الأحزان لي
وحُبــكِ الكبير
يــا (غزالتي)
أغلى أمــاني القلب
ومنــفاي الأخيــر
وتحياتي للجميع