السلام عليكم
بعد أن خرجت أوروبا من عصور الظلام باستخدام المنهج التجريبي‏,‏ والاعتماد علي العقل‏,‏ والإيمان بقدرة الإنسان علي إدارة حياته وصنع مستقبله‏,‏ ودخلت الشعوب الإسلامية في عصور الظلام بعد أن كانت صانعة للحضارة ومتفوقة في العلوم‏...وتعددت الإجابات عن السؤال‏,‏ المسلمون كانوا فريقين‏:
‏ فريق قال إن هذه إرادة الله وسنته في خلقه
فريق ألقي التبعة علي القوي الخارجية ـ الاستعمار والرأسمالية العالمية وإسرائيل‏..‏ إلخ‏,‏
وإن كان قد ظهر أحيانا من يقول إن الشعوب الإسلامية هي المسئولة عن تخلفها باستكانتها وكسلها وتركها شئون الدنيا علي أنها زائلة ولا تستحق العناء والتفرغ للآخرة خير وأبقي‏,‏.....‏.


مفكرون آخرون في الغرب يقولون إن المسلمين تخلفوا بسبب غياب الديمقراطية‏,‏ ففي العصر الحديث خضع العالم الإسلامي لاستعمار الامبراطوريات الأوروبية ولم يكن ممكنا أن تمارس الشعوب الإسلامية الحرية السياسية والديمقراطية وهي تحت الاحتلال‏.‏ وبعد الاستقلال تولي قيادة العالم الإسلامي رجال يؤمنون بأن التنمية وتوفير الغذاء للشعوب أهم من الحريات والديمقراطية‏........,‏ ....
وفي نفس الوقت ظهر في العالم الإسلامي نوع من رجال الدين اسهموا في تغييب وعي الشعوب‏,‏ وعارضوا الديمقراطية‏,‏ وقالوا إن الشوري هي النهج الإسلامي وليست الديمقراطية‏,‏ بينما كان تطبيق الشوري علي مر العصور تكريسا للحكم الفردي‏,‏ فكان الخليفة ـ ثم الحاكم ـ يستشير ولكنه لا يلتزم برأي الأغلبية ويتخذ القرار وفقا لما يراه هو وحده‏,‏ بدعوي أنه يري مالا يراه ملايين المواطنين
ظهر رجال الدين الذين قالوا إنهم وحدهم الأعلم بمراد الله وبالحكم علي أفعال الناس‏,‏ وتفسير النصوص القرآنية‏,‏ وكل خروج علي رأيهم خروج من الملة ودخول في دائرة الكفر‏.‏ فالعالم الإسلامي ـ كما يقول هؤلاء المفكرون يعيش منذ قرون وإلي اليوم في عصر الأوليجاركية‏(‏ حكم الأقلية‏)‏ بينما تقدم الغرب عندما تخلي عن ممارسة فرض الرأي علي الآخر واعتباره الحقيقة المطلقة‏,‏ وعندما استقر الإيمان بأن الحرية الانسانية لا يمكن اغتصابها ولا التنازل عنها‏,‏ وأن كل إنسان مسئول أمام الله عن سلوكه وأعماله والمسئولية فردية‏,‏ أي أن كل إنسان حرومسئول أمام الله كما هو حر ومسئول في المجتمع‏
تقبلوا مني التحية