..ورزقي علي الله
السقوط في تل أبيب!
إبراهيم داوود
iDawood19@Yahoo.Com
كنت أتابع الإذاعة الإسرائيلية الأسبوع الماضي وهي تبث بعض برامجها عن الاحتفال بمرور 60 عاما علي نشأة الكيان الصهيوني ورغم الاستفزازات الكثيرة التي حاصرتني وأنا أرصد ما تقدمه هذه الإذاعة التي كانت تحتفل بنكبتنا جميعا كعرب إلا أنني اندهشت حينما ذهب أحد المحللين إلي ضرورة التطبيع الرياضي مع مصر بوصفها دولة صديقة!!.
المذيع أو المحلل كان يصف بفخر مشاهد قائدي اليخوت الإسرائيليين وهم يلوحون بأعلام إسرائيل من فوق شواطيء بورسعيد والإسكندرية حيث كشف النقاب عن اشتراك 5 متسابقين في هذا السباق الذي لم نعلم حتي الآن ما هي الجهة المسئولة عنه وكيف سمح المجلس القومي للرياضة بتنظيمه أصلا؟!.
عموما ذهب المذيع الإسرائيلي يستعرض الزيارات المتبادلة بين الفرق واللاعبين المصريين والإسرائيليين في السنوات الأخيرة حتي وجدت نفسي أصاب بالغثيان.. فما ذكره هذا الرجل ينم عن كارثة حقيقية لو ثبت صحته فقد ذكر أسماء لمدربين ولاعبين مصريين مقيمين في تل أبيب.. كما كشف أسماء لبعثات إسرائيلية رياضية توافدت علي القاهرة وشرم الشيخ والعريش والغردقة وكأننا في كوكب آخر.. لا نعلم حقيقة ما يجري حولنا بالضبط!.
والقضية يا سادة لا يجب أن تمر مرور الكرام لأننا لم نسمع عن هيئة أو جهة مسئولة واحدة اعترضت علي ما يحدث.. بل إنني مندهش من لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشعب التي مازالت تعيش في الغيبوبة فتكف بصرها عن هذا التوغل الصهيوني في أوساطنا الرياضية بينما هي مشغولة بالحديث عن اللائحة الجديدة ونظام ال 8 سنوات الذي لا يسمن ولا يغني من جوع!!.
إن الجميع مطالب الآن بالكشف عن الحقيقة بدءا من حسن صقر وانتهاء بأصغر مسئول رياضي في مصر لأنه لا يصح أن يتبني البعض منا مواقف فيها رائحة الوطنية بينما هي في حقيقتها مزايدة من أجل الوجاهة أو المصلحة الخاصة بينما الكارثة الحقيقية قد وقعت رغم إرادتنا.
إن التحقيقات يجب أن تطول ذلك المجرم.. نعم المجرم الذي سمح للصهاينة برفع أعلام إسرائيل علي شواطئنا بينما يذبح ويهان أهلنا في الضفة والقطاع كل يوم: يجب أن نغسل هذا العار سريعا بنفس السرعة التي غسل بها الأمريكان ورفاقهم أيديهم من القضية الفلسطينية وبنفس الطريقة التي ترتكب بها المجازر كل ساعة.. لقد حاول الصهاينة معنا كثيرا وعبر سنوات طويلة أن يستقطبوا الفرق المصرية ونجومها الكبار لكن حالة الرفض ظلت قائمة.. فأنا لن أنسي موقف النادي الأهلي من رفضه زيارة إلي غزة لمجرد أن جوازات السفر كانت ستختم في إسرائيل!.
إن التطبيع جرثومة يجب أن نتخلص منها حتي ولو كان ذلك في الرياضة حتي لا يأتي يوم نجد فيه أنفسنا وقد سقطنا جميعا في فخ تل أبيب.
** آخر القول:
ارحل يا جوهري.. هذا أكرم لك.. وأنفع من اللعب مع العيال