الملك غازي
هو (غازي بن فيصل بن الشريف حسين الهاشمي),ولد في ولاية مكة المكرمة سنة 1912 م وكانت مكة حينها ولاية من ولايات الدولة العثمانية, وهو الأبن الأكبر للملك فيصل الأول وله ولدان (فيصل,محمد) وثلاث بنات ( راجحة رافعة, عزة,).
لقد كان للملك غازي ميول قومية كبيرة وذلك لكونه عاش معظم طفولته مع جده قائد ما سميت بالثورة العربية, ورأى وحدة الأقاليم العربية أبان الحكم العثماني تتحول الى محميات بريطانية وفرنسية وقد تأثر كثيرا بما كان ينادي به جده بأستقلال العرب ووحدة اقاليمه عن الحكم العثماني.
عاد للعراق وبقي فيها وتخرج من الكلية العسكرية العراقية ثم نودي به وليا للعهد عام 1924 م وقد كان عمره حينها 23 سنة ولقلة خبرته في السياسة والحكم أحاط نفسه بمجموعة من السياسيين والضباط الوطنيين,ولقد كان كارها لبريطانيا وأعوانها حتى انه أتهم بريطانيا بسرقة ثروات العراق النفطية والأثار المكتشفة حديثا في البلاد, وكما أعتبرها اي بريطانيا العقبة الكبيرة في بناء وتقدم هذه الدولة الفتية. ونتيجة لهذا العداء لبريطانيا كانت هناك بوادر التقارب بينه وبين المانيا الهتلرية وذلك قبل الحرب العالمية الثانية.
توليه العرش*
تولى الملك غازي عرش العراق عام 1933م بعد وفاة والده فيصل الأول. في وقت كان العراق يدور في دوامة الصراعات الداخلية بين السياسيين والعسكريين على احكام السيطرة على امور البلد وقد كان التيارين المهمين والقويين هما التيار المؤيد للنفوذ البريطاني ويقابله التيار الوطني اللذي ينادي بالتحرر من هذا النفوذ والسيطرة, وكل تيار كان يعمل بكل ما لديه من قوة للسيطرة على سياسة العراق والتحكم بها,فكان الملك الجديد بجانب التيار الوطني وداعما له, وقد ساند أنقلاب (بكر صدقي)ويعتبر هذا الأنقلاب الأول من نوعه في الوطن العربي وقد قرب الملك كثير من السياسيين الوطنيين المناهضين لبريطانيا الى البلاط الملكي ومنهم (رشيد عالي الكيالي) اللذي أصبح رئسا للوزراء لاحقا. ومن هنا جاءت دعوة غازي لتحرير الكويت من النفوذ البريطاني وضمها للعراق مع الأمارات الشرقية لنجد,وقد قام بتأسيس أذاعة خاصة في مقره( قصر الزهور)وقد كان يشرف شخصيا على البرامج الخاصة بتحرير الولايات العربية ووحدتها وخاصة الكويت.
كما دعم حركة التحرر العربية في فلسطين ضد البريطانيين والمستوطنين الصهاينة التي كثرت جدا نتيجة لدعم بريطانيا لهذه الحركة وسيطرتها على البلاد حيث ساند قادة الثورة الفلسطينية أمثال مفتي القدس المجاهد( أمين الحسيني) والمجاهد الشهيد( عز الدين القسام) ..وقد كانت دعوته هذه للتحرر من بريطانيا وتقربه لألمانيا أثرا كبيرا في سياسة بريطانيا تجاهه وحقدها عليه ومحاولة التخلص منه بأي وسيلة وبسرعة.

وفاته
توفي الملك غاز ي بحادث سيارة وهو عائد من أذاعة قصر الزهور ليلا وذلك في الرابع من نيسان سنة 1939 م , وقد حضرت زوجته أمام مجلس الوزراء حيث شهدت بأن الملك أوصاها أن يكون شقيقها (عبد الأله) وصيا على أبنه فيصل الثاني في حال وفاته . وقد لعب هذا الوصي دورا مهما وخطيرا في سياسة العراق حينها.
تشير كثير من الدلائل ومنها شهادات الأطباء العراقيين بأن الوفاة كانت نتيجة ضربة قوية بألة حادة على مؤخرة الرأس وليس بسبب حادث السيارة بعمود الكهرباء, وقد أختفى السائق اللذي كان معه ساعة الحادث ولا أحد يعرف أي شيء عنه, تشير هذه الدلائل بأن الحادث مدبر بعد موته.
وبعد ذلك نصب أبنه الملك فيصل الثاني ملكا على العراق وخاله عبد الاله وصيا عليه....