التمييز




ليس المقصود هنا من التمييز هو ( المفاضله ) التي تحصل بعض الاحيان بين الفاضل والمفضول , فتدفع المزاجات والعلاقات الفاضل وتقعد المفضول محله ! . كما ليس المقصود ايضاً , من التمييز , هو ضرورة ( الدقه والتمحيص ) بين ما نقرأه ونسمعه , وبين ما نجده يتحرك بيننا على شكل ممارسات واندفاعات بشتى الاتجاهات .. كل ذلك ليس من مقاصدنا !
وانما الذي نريده من هذا الاصطلاح هو ( الارادة الالهية ) القاضيه باجراء عملية ( الغربلة ) والفرز الدائم بين من يبقى على العهد , وبين من يتعبه الخطو المستمر , فيحط الرحال في اولى المحطات , وبين من يشد على الجراح ويمضي , وبين من يلتقط المعاذير من هنا وهناك للتهرب من الالتزام وان كانت هذه المعاذير لا تصدق على موضع واحد من مواضع هروباته المتعدده .
ان عملية التمييز ( الفصل ) بين الحق والباطل , وبين الطيب والخبيث , التي يؤكد الله على اهمية حصولها في الجماعة الهادفة , هي الاجراء الالهي المحتوم للحيلوله دون تداخل الاوراق , وهي الامتحان الذي لابد ان يلاقيه العبد الكادح الى ربه , كيما يأخذ المؤمن الرسالي موقعه الحقيقي , وحتى تدرك الجماعه الصالحه عددها وعدتها الحقيقيين , فلا تخدعها المظاهر الشكلية , والبهرجه الخارجية , فتعرف حجم حجيجها من ضجيجها , فلا تندفع بدون حساب ولا تتجه بدون تخطيط ....
يقول الله تعالى في سورة ( آل عمران : اية 179 ) ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فامنوا بالله ورسله وان تؤمنوا وتتقوا فلكم اجر عظيم .
( والتمييز ) اضافه الى كونه اجراء الهياً للاجتباء والامتحان هو مطلب واقعي تفرضه المسيرة , ويلح علية الوجدان والمسؤولية ..
وهو اخيراً وليس اخراً وقاية من الفتنة , واحترازاً من الزلل .








تقبلوا كل الاحترام والتقدير