السلام عليكم
شد انتباهي موضوع نشر قبل فترة من قبل أحد الباحثين في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية واحببت ان اقتطف منه مصادر الآيات واناقشه وأزيد بعض الأمور عليه
عسى أن ينفعنا وننفع به باقي المسلمين

هناك من يتهم الأسلام بنزعته إلى كبت الحريات ومحاربة كل من يختلف معه بالعقيدة ولا يقبل بلغة الحوار
وأنا عن نفسي لا ألومهم بسبب مايروه من صورة تعكسها الجماعات السلفية الاسلامية
وكل صورة من صور التطرف والتعصب الديني والمذهبي والتي نهى عنها الأسلام

كيف نهى عنها الاسلام

الدين الاسلامي يؤمن بالحوار والإعتراف بالآخر ولا يؤمن بالتعنت وتهميش الآخر
وبذلك أمر الاسلام بالحوار واستخدام الطرق والأساليب الحسنة والسليمة في مخاطبة الآخر
قال تعالى: (ادْعُ إِلِىَ سَبِيلِ رَبّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنّ رَبّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)
( النحل ،الآية: 125).
ومن هنا نجد بأن القرآن قد وضع قواعد الحوار والجدال وأمرنا بأن نسلك افضل الطرق لذلك وهذا أسلوب حضاري واضح يؤكد ويرسخ مباديء الحوار بين الشعوب والامم
و قال تعالى أيضا : (وَلاَ تُجَادِلُوَاْ أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاّ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاّ الّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ وَقُولُوَاْ آمَنّا بِالّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَـَهُنَا وَإِلَـَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)
( العنكبوت ، الآية: 46)
فالحوار ممكن ويوجد مجال للتقارب والتفاهم وذلك لأن مصدر الرسالات واحد
وهو الله جل وعلى
إضافة لذلك وجود الأيمان بما انزل علينا كمسلمين وبما انزل على غيرنا
والقرآن يعطينا طريقة بدأ الحوار واللقاء وكيفية أستغلال نقاط التقارب بين المتحاورين ويركز على ذلك فيقول
(قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَىَ كَلَمَةٍ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاّ نَعْبُدَ إِلاّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنّا مُسْلِمُونَ)
(آل عمران، الآية 64)

ثمّ يبيّن الإسلام نوع العلاقة التي يجب أن تسود المسلمين وغيرهم
إنّها علاقة التّعاون والإحسان والبرّ والعدل . فهذا هو الحوار الحضاري والعلاقة السامية والطيبة،قال تعالى: (لاّ يَنْهَاكُمُ اللّهُ عَنِ الّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرّوهُمْ وَتُقْسِطُوَاْ إِلَيْهِمْ إِنّ اللّهَ يُحِبّ الْمُقْسِطِينَ)( الممتحنة - الآية: 8.) .

هذا هو الدين الاسلامي وهذا ما امرنا به فإن كنا نكفر الآخرين أو نأخذ منهم موقف العداء أو الرفض تجاههم فكيف لنا أن ندعوهم لإن يقتنعوا بديننا !!

إن كانت لغة حوارنا ترفض النقاش وترفض الرأي الآخر لا بل تعادي الرأي الآخر كما شاهدنا هنا قبل أيام كيف لنا ان نتحاور بأمور ديننا قبل أن نحاور ونناقش الآخرين ليؤمنوا بديننا

ياناس هذا هو ديننا الأسلامي الذي دخل فيه الناس أفواجا

يا ناس .. ديننا الاسلامي يؤمن بالتعددية الحضارية .. بل ويمارسها.. إنه ينكر هذا القسر عندما يرى في تعددية الشرائع الدينية سنة من سنن الله تعالى في الكون
، قال تعالى: (لِكُلّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَآءَ اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمّةً وَاحِدَةً وَلَـَكِن لّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَىَ الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)
( المائدة - الآية: 48) .
وقال أيضاً: (وَلَوْ شَآءَ رَبّكَ لَجَعَلَ النّاسَ أُمّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)( هود - الآية: 118) .
ياناس نحن نحتاج لفهم ديننا قبل أن نلوم غيرنا على عدم فهمه

شكراً