الجميلي يرقد الي جوار الجواهري والبياتي في مقبرة الغرباء بدمشق
عراقيو سوريا يشيعون (الزعيم) الذي أحبوه.. وانتخبوه كاشفاً لمظالمهم علي شاشة الشرقية

دمشق ـ منذر الشوفي
شيع آلاف العراقيين والفنانين المقيمين في سوريا فنان الشعب الراحل راسم الجميلي الذي توفي أمس الاول عن 69 عاماً في مستشفي يونس الجراحي الي مقبرة الغرباء في السيدة زينب بعد ان صلي علي جثمانه الطاهر في صحن مقام السيدة زينب وقد لف جثمانه بالعلم العراقي.
والراحل كان فنان الشعب وحظي بإجماع جميع العراقيين علي قدرته في تحسس معاناتهم ضد الظلم والتهميش والفساد والتسلط والاضطهاد. وقد شهد تشييعه موجات بشرية من محبي ومؤيدي فنه الهادف الذي ناصبته الاحزاب الحاكمة العداء من دون ان تستطيع النيل منه بعد ان سجل بصمته الفارقة في مسلسل (الزعيم) الذي عرضته قناة الشرقية قبل ان يمضي الجميلي في سجل الفنانين الخالدين.
وتوافد العشرات من الفنانين العراقيين اضافة الي عدد من العراقيين المغتربين علي المستشفي التي كان يرقد فيها جثمان الراحل والحزن يخيم علي وجه الذين عرفوه فناناً كبيراً وانساناً بسيطاً استطاع ان يرسم البسمة بكل شفافية علي وجوه من تابعه عبر اعماله الكوميدية وكانآخرها مسلسل (الزعيم).
وقال الفنان محمد زهير رشيد صديق الفنان الذي رافقه طيلة مرضه الي ان وافته المنية ان راسم الجميلي انسان بسيط انتزع مكانته الفنية بكل جدارة مشيرا الي فقدانه، يعني خسارة كبيرة للدراما العراقية والدراما العربية فهو فنان محبوب ومسيرته الفنية غنية بالاعمال المهمة.
واعتبر محسن العزاوي ان رحيل راسم الجميلي خسارة كبيرة لايمكن تعويضه فهو شخص احب الفن واعطاه كل وقته مشيرا الي ان الراحل لم يترك العمل حتي اخر لحظة لافتا الي انه كان مشاركا في مسرحية تعرض في دمشق .
واكد ان الجميلي ترك بصمة واضحة في مجال الدراما العراقية فهو يستحق كل التقدير والوفاء لقد رحل وترك حزنا كبيرا بداخل كل من أحبه وعرفه . وقال الفنان خليل ابراهيم وكانت دموعه تسبق كلامه: كان راسم معلمي وأخي في الفن كنت اتعلم منه كيف أحترم العمل والاخلاص في الاداء . .. لقد تركنا ورحل مشيرا الي ان الدراما العراقية ستذكره دائما لانه ترك ارثا فنيا كبيرا يفتخر به الجميع . ويشار الي ان الفنان الراحل قد وري الثري في مقبرة الغرباء في السيدة زينب بعد ان صلي علي جثمانه الطاهر في صحن مقام السيدة زينب وقد لف جثمانه بالعلم العراقي .
و نعت قناة الشرقية الي الشعب العراقي رحيل الفنان الكبير راسم الجميلي بقولها :خسر العراق واحدا من اهم رموز تأريخه النفسي والابداعي هو الفنان راسم الجميلي الذي وافاه الاجل في احد المستشفيات السورية بعد معاناة من المرض.
و احدث انتشار خبر وفاة الفنان الكبير صدمة هائلة في الاوساط الفنية التي وجدت فيه واحدا من اعظم فناني هذا العصر واكثرهم وطنية وحبا للشعب وشجاعة في التعبير عن قضاياه المصيرية.
وقالت الشرقية في بيان ان راسم الجميلي سيخلد كواحد من اعظم الفنانين في تاريخ العراق والعالم العربي وان رحيله خسارة كبيرة لقناة الشرقية ولعموم الفن العراقي والعربي.
وتعهدت القناة بتخليد اسم هذا الفنان الكبير والتذكير بعطاءاته وانجازاته كمثال للحرفية العالية والحس الوطني النقي. وستقيم القناة تمثالا نصفيا للفنان الراحل وتكفل اسرته.