صعوبة الحصول على وظيفة وترميم المنازل أو استعادتها
لاجئون عراقيون يعودون إلى المستقبل المجهول في بلادهم

منتديات الفرات بغداد ـ رويترز: عاد مازن الى منزله في بغداد الاسبوع الماضي وقصد غرفة معيشته الخاوية بعدما باع اثاثه لينفق على اقامته في سورية التي فر اليها في عام 2003 اثر الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للاطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين.
ولم يكف أجره كعامل باليومية نفقات الحياة وباعت امه ام صفاء حليها الذهبية لمساعدته ولكن ماله نفد في نهاية الامر.
وتقول ام صفاء وهي تقف الى جواره هو وابنته التي هرعت لتحتضنه حين دخل شقته في جنوب بغداد »تعرضنا للذل هناك«.
وتحت وطأة الفقر وجد مازن الذي رفض ان يذكر اسمه الاخير فرصة في تراجع التفجيرات وجرائم القتل الطائفية في ارجاء العراق في الاونة الاخيرة ليعود لبلاده سعيا لبداية جديدة.
وخلال الشهر الماضي عاد الاف اللاجئين العراقيين شجعهم على ذلك تراجع اعمال العنف الذي يرجع في جزء منه الى حملة بدأت قبل عشرة اشهر في بغداد لكبح جماح المسلحين وارسال 30 ألف جندي امريكي اضافي استكملت عملية نشرهم في منتصف يونيو حزيران.
ولكن يشير بعض العائدين لصعوبة العثور على وظيفة وترميم منازلهم او استعادتها من اخرين ربما شغلوها اثناء غيابهم.
وادت اعمال العنف الطائفية التي تصاعدت حدتها في عام 2006 الى تكوين جيوب تقتصر الاقامة في بعض منها على الشيعة وعلى السنة في البعض الاخر نظرا لفرار عدد كبير من المنتمين للطائفتين من الضواحي المختلطة سابقا.
وتقول ام صفاء وهي في اواخر الخمسينات من عمرها مشيرة الى غرفة المعيشة التي لم يعد فيها من اثاث سوى حصيرة وجهاز تلفزيون »لا نعلم ما سنفعله بعد.لم يعد لدينا اي شيء.اذا استطاع الفتية العمل.. سيعملون«.
وفر نحو مليوني عراقي لدول مجاورة وبصفة خاصة سورية والاردن وتقول الحكومة ان 1600 يعودون كل يوم في الوقت الحالي.

الخطة الغائبة

ويقول الجيش الامريكي ان السلطات العراقية ليس لديها خطة لاستيعاب العائدين.
وهذا الاسبوع ذكر الكولونيل وليام راب احد كبار معاوني الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الامريكية في العراق »من المحتمل ان يجد جميع هؤلاء العائدين اخرين يقيمون في منازلهم«.
واضاف »نطالب الحكومة العراقية بوضع سياسة حتى لا تترك لقادة كتائبنا او قادة كتائب قوات الامن العراقية مهمة حل المشاكل ميدانيا«.
ولكن الحكومة حرصت على ابراز عدد الاسر العائدة لتبين نجاح الحملة الامنية.كما شكلت لجنة لتقديم خدمات للعائدين.
وعاد نحو 375 شخصا من سورية يوم الخميس الماضي على متن حافلات وفرتها الحكومة ورافقتهم قوات الجيش والشرطة العراقية عند الحدود.وعقب الرحلة نقلوا لقاعة في فندق فخم حيث حصلت كل اسرة على حوالي 800 دولار وضعت في مظاريف وقع عليها رئيس الوزراء نور المالكي.
وعبر قائد قوات عملية فرض القانون والامن في بغداد الفريق عبود قنبر عن سعادته التي لا توصف بحلول مثل هذا اليوم ووصفه بانه يمثل ضربة موجعة للارهاب.
وتابع ان العراق يحتاج لمواطنيه مضيفا ان العمليات العسكرية وحدها لا يمكن ان تقود المعركة ضد اعداء العراق.
ولكن عدة اسر ذكرت انها تحتاج مساعدة الحكومة اولا كي يتسنى لها مساعدة العراق.
تقول سامية جودة والي من البصرة بجنوب العراق وقد اغرورقت عيناها بالدموع »ابناي لا يعملان.لا املك منزلا واحتاج مكانا للعيش مع ولدي«.
وفر محمد نعيم من بغداد الى سورية منذ اكثر من عامين وذكر ان العديد من العراقيين العائدين يواجهون مشاكل مماثلة.
وأضاف »يحتاج المواطنون العراقيون وبصفة خاصة من عاشوا في المنفي للمساندة.يحتاج عدد كبير من المنازل لاعمال ترميم«.