لاول مرة ومنذ تولي الملك عبد الله بن عبد العزيز مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية ،شهدت العاصمة السعودية الرياض احتفالا كبيرا اقامته امارة الرياض يوم الحادي عشر من شهررمضان ، برعاية الشخص الثالث في الاسرة الحاكمة الامير سلمان بن عبدالعزيز بمناسبة اليوم الوطني لاعلان قيام المملكة العربية السعودية، والمثير لدهشةالمراقبين ان الاحتفال جاء بمثابة اعلان حرب ضد اكثر من اربعة ملايين شيعي في السعودية بشكل خاص ، واعلان الحرب ضد الشيعة بشكل عام .
هذه الرعاية الخاصة مناحد كبار اسرة الحكم السعودي وهو الامير سلمان للاحتفال، جاءت بثابة دليل على حدوث انقلاب سياسي خطير في النهج السياسي الذي اعلنه الملك عبد الله بن عبد العزيز بعد
هذا المؤتمر الذي عقد يوم الحادي عشر من شهر رمضان المبارك سجل لاول مرة اعلانا صريحا وواضحا عن عودة سيطرة التيار الوهابي التكفيري المتشدد على سياسة البلاد مع انها لم تكن بعيدة من الناحية التنفيذية من خلال الفتاوي والقتل واستباحة دماء الاخرين وكان يمكن ان يكون مجرد مؤتمر فكري لهذه المجموعة المتطرفة التي قادت المنطقة الى مزيد من تزايد ظاهرة الارهاب والتطرف لايعني بهذا او ذاك ،كما هي عادتهم في خطاباتهم في مساجد السعودية ، ولكن المراقبين السياسين المختصين بالشان السعودي اعتبروا رعاية المؤتمر وافتتاحه رسميا من قبل الشخص الثالث في الاسرة الحاكمة ومشاركة امراء من بينهم اعضاء في مجلس الامن القومي السعودي الذي يتراسه الامير بندر بن سلطان ،,,, وحضور ضباط جيش وشرطة ومسؤولي امن فيه ، اعتبروا كلذلك علامة فارقة في نهج الحكم السعودي وتحولا خطير نحو نهج الاعتدال والانفتاح في السياسة الداخلية والخارجية للملك عبد الله ,,,
المراقبون السياسيون وجدوا في لهجة الخطاب التصعيدي ضد الشيعة في هذاالمؤتمر ،على لسان ثلاثة من اهم مشايخ التطرف الوهابي وهم عبد الله بن جبرين وصالح الفوزان وناصر العمر ، وامام مسؤولي الدولة وبحضور ضباط الجيش والشرطة والمخابرات واعضاء في التنظيمات الشبابية الوهابية السلفية ، بمثابة تحول خطير في السياسةالداخلية السعودية ، دعوة رسمية الى بدء نهج جديد من التشدد والاضطهاد ضد الشيعة والاسماعيلية على غرار حقبة الستينات والسبعينات من القرن الماضي . ولعل تعمدالامير سلمان بن عبد العزيز التاكيد في خطابه على ان النهج الوحيد للحكم السعودي هوالمنهج
السلفي والذي وحده حسب اعتقادهم فقط يمثل الإسلام الصحيح" ممايؤشر الى انمؤتمر الرياض هذا كان بمثابة اعلان للبيان رقم واحد لهذا الانقلاب العلني في سياسةالحكم السعودي تجاه شريحة كبيرة من المواطنين السعوديين من الشيعة الاسماعيليين الذين يمثلون اكثر من عشرين بالمائة من سكان السعودية والذين يتواجدون في المنطقة الشرقية وفي منطقة نجران .
ومن اهم الفقرات في خطابات مشايخ وقادة الخط الوهابي التكفيري في هذا المؤتمر التالي :
قال الشيخ ناصر العمر المشرف العامعلى الموقع الوهابي المتطرف المعروف باسم "المسلم "والأستاذ السابق بجامعة الإمام محمد بن سعود: "ان الأعمال الخيرة من نشر الدين واستمرار العمل الدعوي والحفاظ علىمكاسب الوطن الكبير لن تستمر إذا ما استمر تواجد الرافضة – يعني تواجدهم في السعودية ، وهذه دعوة للتهجير او الابادة - الذي تعاونوا مع الصليبيين في العراق ضدأخوتنا أهل السنة والجماعة"
واضاف :
ظهر الرافضة على حقيقتهم، فما أن تمكنوا، واطمأنوا إلى تمكن أمريكا لهم في العراق ، فإذا هم يعيثون في الأرض فساداً .. وإذا هم يبدءون في قتل إخواننا أهل السنة هناك ولا شك ان الجميع يدرك من هي الجماعة التي تعمل على قتل الاخوة السنة ومن ثم تلفيق التهمة الى الشيعة وذلك من اجل اثارة نار الفتنه الطائفية من خلال بقايا النظام والتكفيرين,,, مع ان الشيعة هم الاكثر استهداف وتضرر من القتل، وتابع يقول ,,, هذا ما كان يخشاه إخواننا العرب من الحرب على العراق حيث يقصد تمكن الطائفة الشيعية من الحكم والسيطره لانها تمثل الغلبية في الشعب العراقي .
وافتخر الشيخ الوهابي المتطرف الدكتور العمر ، بأن المذكرة التي قدّمها لهيئة كبار العلماء بتاريخ 10 ذو القعدة 1413 هـ، أصبحت دليلاً ومرجعاً لكل المسؤولين في "بلاد التوحيد" يعني السعودية ، يذكر ان تلك المذكرة تضمنت توصيات بالغة الخطورة وتدعو الى منع الشيعة من الحج وهدم مساجدهم وردعهم عن المجاهرة بأذانهم وصلاتهم وهدم حسينياتهم، ومنعهم من الكتابة في الصحف والمجلات وفرض الإقامةالجبرية على شيوخهم ودعاتهم وإغلاق المحكمة "الرافضية " بالقطيف وسحب الكتب الدينية ومنعهم من التأليف والنشر ومنعهم من تولي المناصب العليا في الدولة خاصة في مجال الأمن والصحة والإعلام ومنعهم من التدريس بجميع المراحل.
اما الشيخ الوهابي المتطرف الاخر فهو الشيخ صالح الفوزان فقد اعلن صراحة بكفر الشيعة الذين اسماهم بالروافض ، - طبعا كل هذا يجري امام مراى ومسمع اعضاء الاسرة الحاكمة وكبار مسؤولي الامن والمخابرات والجيش – فبعدما دعا الى التمسك بكتاب الله وسنته وحث عن الابتعادعماّ نهى عنه، خاصة المنافقين والمشركين والكفار من الروافض والمتبدعة والذين يُغالون في أهل بيت الرسول ويصلون على قبورهم ويذبحون النذور لهم، فهم من أخطرالناس على الوطن ووحدته.
وأضاف الفوزارن : " أن على حكومتنا الرشيدة أن تدعو هؤلاء للإسلام الصحيح فهم ينتشرون في منطقة القطيف والمدينة المنورة ونجران،وإذا لم يسلموا فعليها إجبارهم على ذلك". واستقبلت كلمته بهتافات الاستحسان من الحضور وخاصة الجماعات الوهابية التكفيرية الشبابية المشاركة في المؤتمر ،وحثوا من اسموهم باولياء الامور على الاستجابة الى دعوته والعمل على " تنظيف ديار التوحيد منهم ومن شرورهم " .!!
واضاف الفوزان الذي كان يتكلم بعقلية ابن لادن والظواهري في التكفير قائلا :
" ان الصوفية والشيعة والاسماعيلية بلوى ابتلى بها الكثير من المسلمين، فعلينا أن نحافظ على وحدة هذا الوطن بأن نظهر العداء لهم وإهانتهم وإذلالهم وتحقيرهم وأن نمنعهم من الصلاة في مساجد المسلمين ونظهر البغضاء والكراهية والتحقير في وجوههم ونعاملهم بالشدة حفاظاً على هذا الوطن الغالي عليناجميعا."
اما الشيخ المعروف بتطرفه هو الاخر وهو عبد الله بن جبرين ، فقد طالب بأن يستمر النهج الذي خطّه الملك عبد العزيز مؤسس الحكم السعودي قائلا :
"يجب منع الرافضة الكفار من دخول السلك الدبلوماسي والعسكري وعدم توليتهم المناصب العليا في الدولة وأن نستمر في التضييق على أولادهم في الجامعات والوظائفونعتبر ذلك تقرّباً إلى الله تعالى."
وخلال كلمته توجه بخطابه الى اميرالمنطقة الشرقية محمد بن فهد حيث كان يجلس الى جواره قائلا :
" انني أطالب أمير المنطقة الشرقية يمنع الرافضة من إظهار شركهم وأن يلتزموا بشعائر الإسلام وإلاّ فقتالهم واجب إذا ما أمكن ذلك (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها (
وعندماانتهى بن جبرين من دعوته الى قتل الشيعة في السعودية بشكل خاص ، انطلقت صيحات التكبير والتهليل من المئات من المتطرفين من اعوان هؤلاء الشيوخ تدعو الى قتل الشيعة وابادتهم كم هوا حاصل الان في العراق من قتل وتفجير ,,, وقد زاد الامر خطورة ان امير المنطقة الشرقية استقبل دعوات قتل الشيعة بابتسامة وشد على يد الشيخ بن جبرين ليقول له ,,, كفّيت ووفيت ياشيخ ,,,
ومن هنا يجد المهتمين بالشان السعودي في مؤتمر الرياض هذا ، تحولا كبيرا في السياسة السعودية الداخلية ، وبمثابة دليل على انتصار التيار الوهابي المتطرف وعودة الحكم السعودي الى تقريبهم والاستجابة الى ضغوطهم ، وهذا يشير الى قرب حدوث منعطف خطير ستشهده السعودية في الشهور المقبلة ، وفي مصادرة الحريات واطلاق يد رجال الدين في التعبئة الفكرية الشعبية في المدن السعودية ضد الشيعة والاسماعيلية . وربما سيبرز هذا التحول عودة ظهور حركات المعارضة العلنية للشيعة ضدالحكم السعودي كرد فعل طبيعي لاجراءات التعسف وشعارات التكفير التي ستعزز في الفترةالمقبلة اثر مؤتمر الرياض وتوصياته التي اطلقها اخطر ثلاثة من علماء التطرف الوهابي السعودي وبرعاية وحضور امراء من الاسرة الحاكمة ومشاركة العشرات من كبار المسؤولين الامنيين ورجال الشرط والجيش .
والجدير ذكره ان فتاوى التكفير والتحريض على هدم المراقد المقدسة للشيعة والتي اصدرها هؤلاء المشايخ تسببت في هدم المرقدين المطهرين في سامراء للامامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام وهدم المئات من المساجدوالحسينيات وقبور الاولياء الصالحين من ذرية الرسول الاكرم صلى الله عليه واله في العراق ، كما تسببت فتاواهم في التحريض على قتل الشيعة وذلك من خلال في دفع المئات من الشباب الوهابي من السعودية والدول العربية ، لدخول العراق وتنفيذ عمليات انتحارية ادت الى استشهاد الالاف من المواطنين الامنين .
المصدر نهرين نت



 
					
					
					
						
  رد مع اقتباس