محمد اسماعيل
تفاخر النظام السابق ببدعة ”اشبال صدام “ مقابل صمت المنظمات الانسانية العالمية عما الحقته تلك التجربة الجائرة بالطفولة من آثار سيئة، مازالت تعيث فساداً في حياتنا حتى هذه اللحظة.


وحين نقول الطفولة فاننا نعني مستقبل العراق تقضي تجربة ”اشبال صدام “ بسوق الأطفال، في المراحل الدراسية ما بين الثالث الابتدائي والثالث المتوسط الى معسكرات للتدريب في عزلة تامة عن ذويهم لمدة شهر كامل.
شاهدت ارواحهم تتكسر شوقاً لأهلهم وبيوتهم ومرابع لهوهم. اعادت المعسكرات تجبير تلك التكسرات على شكل وحش مدمر اذ تلقوا خلال هذا الشهر تدريبات عنيفة على تنمية ”بوهيميا اختراق الآخر “. ”انت حي بمقدار كمية الموت الذي تضخه في الآخر “ ذلك هو الشعار الذي تشبع به الاطفال في معسكرات اشبال صدام، مثلما تتشبع الاسفنجة بالماء.
وهكذا وجد العراق نفسه بعد 9 نيسان 2003 محرجاً باطفال شبّوا مندفعين بقوة التصرف على ان موت الآخر ”حياة مطلقة “. ” حياة مطلقة “ لمن؟ لا يعنون بذلك.. فهل هي حياة لهم ام للآخر الذي يبعثون به الى الآخرة ام للعراق؟
المهم في تصرفهم ان هناك حياة تنبثق من اشاعة الموت بعد 9 نيسان 2003. فقد عانى المتخرجون في معسكرات اشبال صدام من صعوبة العودة الى طفولتهم البريئة، لذا وجدوا في الانفلات استعارة لاجواء تلك المعسكرات التي لم يعد لهم سواها مأوى روحياً، وقد كبروا شباباً فاعلين ، كبروا وقد تلقنوا اسوأ معاني الرجولة واقسى استخداماتها، من خلال تعريف اجرائي تلقوه في معسكر ”اشبال صدام “
تناخى التربويون حينها لتمجيد التجربة باعتبارها انموذجاً في التربية الوطنية، وكأن الوطن حومة حرب مفتوحة الى الابد.
فصار العراق ساحة حرب فعلاً! اذ شكل جيل ”اشبال صدام “ عصابات قتل تؤمن بالموت في سبيل الله اكثر من الحياة.
لقد اصبحوا آفة تلتهم حاضر العراق بالاحزمة التي تنسف مستقبله.
الغريب هو ان المنظمات العالمية المعنية بالطفولة، لم تحتج على اشبال صدام في حينها، والمنظمات المحلية لم ترفع شكوى الى المحكمة الجنائية الخاصة بجرائم النظام السابق






الرابط اضغط
هنا