من جديد وللمرة الثانية خلال 4 أسابيع مرت من الليجا الإسبانية ،سقط ريال مدريد في بئر الهزيمة وهذه المرة على يد أشبيلية بهدف نظيف في المباراة التي جمعت بينهما مساء السبت على ملعب رامون سانشيز بيزخوان.
أحرز هدف المباراة الوحيد بيوتور تروخوفسكي في الدقيقة الثانية من اللقاء ،رافعاً رصيد فريقه إلى 8 نقاط ومانحاً والريال واحدة من أسوأ بداياته للدوري الإسباني خلال السنوات الأخيرة بعدما تعرض للهزيمة مرتين والتعادل مرة ليتوقف رصيده عند 4 نقاط فقط.
قدم أبناء الأندلس مباراة أكثر من رائعة تمكنوا فيها من خطف هدف الفوز والحفاظ عليه بأداء متوازن قضى على كل معالم الخطورة المدريدية وساهم على ذلك غياب عدد كبير من نجوم الريال عن مستواهم وفي مقدمتهم الثنائي أوزيل ودي ماريا بشكل واضح ،وفشلت كل تغييرات مورينيو في إحداث أي تغيير لفك طلاسم الدفاع الأندلسي في مباراة تدق ناقوس الخطر قبل مواجهة مانشستر سيتي بدوري أبطال أوروبا.
البداية أكثر من مثيرة وسط ضغط هائل من اللحظة الأولى من قبل أصحاب الأرض،ففي الثانية 29 أطلق خيسوس نافاس قذيفة إرتدت من يد كاسياس لكن الدفاع أنقذ الموقف قبل أن تتهيأ أمام الكرة أمام نيجريدو وحولوا الكرة لركنية،نجح أشبيلية في إستغلالها أفضل إستغلال عندما إخترق تروخوفسكي غير المراقب منطقة الجزاء وحول الكرة العرضية مباشرة في مرمى كاسياس في غياب تام للدفاع المدريدي معلناً عن أول أهداف اللقاء في الدقيقة 2.
الهدف أشعل أجواء المباراة بصورة غير مسبوقة ،وأصاب هذا الهدف المبكر للغاية لاعبو الريال بتوتر شديد وعصبية في الأداء في ظل سعيه عن إدراك التعادل أولاً ثم البحث عن الفوز.
إندفع هجوم الريال بكل صفوفه تاركاً وراءه مساحات شاسعة لعب عليها أشبيلية من خلال تنظيم هجمات مرتدة سريعة،وأطلق رونالدو تسديدة قوية في الدقيقة 10 حملت أول خطورة مدريدية على مرمى الحارس بالوب صاحب ال39 عاماً.
نظم الريال صفوفه في النواحي الهجومية بحثاً عن إيجاد ثغرات في دفاع أشبيليه المنظم،وتصدر هيجواين مشهد الهجوم المدريدي من خلال العديد من الفرص التي كان أبرزها في الدقيقة 20 عندما إستلم الكرة داخل المنطقة وسدد كرة قوية لكن المرمى.
قاد خيسوس نافاس الهجمات المرتدة لأشبيلية ببراعة كبيرة وشكلت إنطلاقاته في الجبهة اليمنى الأنشط بفريقه خطورة كبيرة على مرمى كاسياس الذي لعب دوراً محورياً في التصدي لهذه الهجمات مع إهتزاز مستوى دفاع فريقه.
تأثر أداء الريال وعدم قدرته على إختراق الدفاع الأندلسي بسبب تراجع مستوى الثنائي دي ماريا وأوزيل اللذان لم يقوما بواجباتهما على النحو الذي يمنح فريقهما الأفضلية الهجومية إلى جانب عدم مساهمة خضيرة وألونسو في الهجوم.
ظهر دفاع أشبيلية وخط وسطه بشكل جيد للغاية نجحا من خلاله في التصدي للهجمات المدريدية وإفسادها من خلال تطبيق أسلوب الضغط على نجوم الميرينجي في منطقة الوسط.
تدخل مورينيو مع بداية الشوط الثاني بإشراك مودريتش بدلاً من دي ماريا الحاضر الغائب في اللقاء،وذلك بحثاً عن المزيد من الحيوية الهجومية للفريق ،كما دفع بكريم بنزيمة بدلا من مسعود أوزيل ليلعب برأسي حربة.
كاد لوكا مودريتش أن يقلب الأوضاع في الدقيقة 52 من تسديدة صاروخية لمست يد حارس إشبيلية وإرتطمت بالقائم لتجد هجيواين الذي لم يحسن تسديد الكرة.
رد الفريق الأندلسي بهجمة مرتدة سريعة وهيأ نافاس نجم اللقاء الكرة لنيجريدو المنفرد بكاسياس لكنه سدد الكرة بجوار القائم مهدراً فرصة قتل المباراة.
أهدر سيرجيو راموس فرصة لا تضيع في الدقيقة 60 عندما وصلته كرة كريم بنزيمة العرضية في مواجهة المرمى الخالي لكنه أطاح بها بالرأس خارج المرمى في مشهد يعد من طرائف وغرائب كرة القدم.
أجرى ميشيل جونزاليس أول تغييراته في صفوف أشبيلية بإشراك مانو بدلا من راكيتيتش سعياً ورءا تنشيط خط وسطه الهجومي من أجل إستغلال الإندفاع الهجومي للريال.
عاد مورينيو وأجرى تغييره الثالث بإشراك كاييخون بدلاً من أربيلوا من أجل الإستفادة من الميول الهجومية لكاييخون ورغبة في زيادة سرعة نقل الهجمة وعلاج البطء الشديد في تحرك لاعبيه للأمام.
بدأ جونزاليس في سعيه لتأمين الفوز فأشرك لونا رودريجيز بدلاً من رأس الحربة نيجريدو،ونجح دفاع الفريق في إبعاد الخطورة بشكل كامل عن مرماه من خلال تكتل واضح أمام المرمى دفع نجوم الريال للتراجع للخلف من أجل التخلص من حالة الحصار المفروضة عليهم.وعاد جونزاليس ودفع بكوندبيا بدلاً من تروخوفسكي محرز الهدف.
حاول الريال بكل الطرق إدراك التعادل في الدقائق الأخيرة لكن الدفاع الأندلسي وقف بالمرصاد لكل هذه المحاولات التي ساهم فيها أيضا حالة عدم التنظيم الكبيرة التي ظهر عليها الريال لينتهي اللقاء بفوز أندلسي مستحق وخسارة جديدة للريال.