و لأنك أنتِ المليكة ..
فكل شيىء لكِ مُباح .
مباحاً لكِ كل ليلة أن تجرحينى ..
وأن ترمينى فى بحار حنينى ..
وأن تحرمينى النوم حتى الصباح .
مُباح ..
مُباحاً لكِ أن تقتلينى ..
و توطدين حُكمك بموتى ..
و تبدأين من شرايينى تاريخ الجراح .
و أصبحُ مملوكاً أطوفُ أسواق مدينتك ..
أبيعُ العمر ببعض الحُلم ..
و أسهر الليل أحتسى الدمع على ضفاف الجرح ..
تنادمُنى الأوجاع فى كؤوس الاّهة والنواح .
و أعود كل ليلة أجُر أقدامى ..
أبحثُ فى المنام عن دفء أحلامى ..
فلا أجد غير صقيع اليأس أمامى ..
و ريح الشتاء تقرعُ الفراغ فى الأقداح .
و أسراب من الظًَن تهاجمنى كالخفافيش ..
فأتخبط بين جدران الشًَكوك ..
تتقاذفنى الخيالات و الأشباح .
وبقايا الضؤ تتكأ على جدار الزيت الذى مال ..
وتطلُ العتمة من الأعماق فتطفىء المصباح .
أتحسسُ أجزائى الباردة من خوفى ..
أسألُ بعضى عن بعضى ..
يهمسُ صمتى فى ضعفى .. كان هنا وراح .
و ما تبقى منه غير الشفاه الساكنة ..
و الأجفان التى فارقتها الأزمنة النائمة ..
و لزوجة الدم من أثر القلب المُستباح .


لأنك أنتِ المليكة ..
مُباحاً لكِ كل شىء .. الكائن .. و غير الممكن ..
حدًُ توزيع الأرزاق من الأحزان و الأفراح .
حدًُ أن تأخذين من العمر عمرى ..
و تُصادرين أجمل أنفاس زهرى ..
و تتركين لون الخريف على وجه أيامى وشاح .
حدًُ أن تدخلين فى غابات القلب ..
تقتنصين عصافير النبض باسم الحب ..
و تواصلين دقًُُ الضلوع بالحراب و بالرماح .
ثم تغادرين الصدر كفرسة برية ..
من بعد قيد السنين ..
ركضت فوق بساط البراح .
و أسلمت للريح أقدامها ..
تثير الغبار خلفها ..
وفى أذنيها يوشوشُ شيطان الرياح .
فإذا ما أجهدها الركضُ عادت ..
تدفعُ باب الصدر ..
وتنام فوق حطام الضلوع بلا إستئذانِ أو سماح .
ولأنك أنتِ المليكة عندى ..
تلتفُ حولك بقايا قلبى ..
و تبكى ..
أرجوك دَعهَا لكى ترتاح ..!

(بقلمى)