هذه قصة حب تسامت في عفتها وطهرها حتى بلغت التضحيه بالروح

والموت شوقا واحتراقا في سبيل الفضيله والنقاء ،وقد كان بطلها احد

الفرسان الذين لو صنع للعفه تمثال لجاء على صورته وهيئته.


وهي شبيها بقصة سيدنا يوسف عليه السلام مع زليخا زوجة العزيز ،

ويمكن ان نطلق عليه يوسف امة الاسلام وهذه التسميه مشتقه من

تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم لبطل القصه.فقد حدثت في حياته

عليه الصلاة والسلام وبرأ الله بطلها على يديه .فمن هو ذلك البطل؟


انه بشر العابد الذي كان مثل حمامة المسجد لا يبرحه ولا يكف عن

العباده.


اما شريكته في البطوله فهي هند بنت فهد التي كانت متزوجه من تاجر

موسر الحال بالمدينه المنوره. ورغم زواجها ويسر زوجها فأن السهم

الحب اصابها في مقتل.اما كيف اصابها فأنها الصدفه البحته فقد كانت

تنظر من نافذة بيتها واذ هو بشر يخطر في فورة الشباب يتفجر الضياء

من وجهه.ولم تكد تقع عيناها عليه حتى خفق قلبها واظلمت الدنيا

حولها .ولم يعد بصيص ضوء الا وجه بشر.الذي لم يغب عن خاطرها

لحظه،واحست انها اسيرة هواه ، فلم يعد لها بالبيت مكان في الا

النافذه التي تطل منها عليه عند مسيره الى المسجد وعودته منه

ولأنها متزوجه حاولت كتمان ما يعتمد في صدرها ولن تستطع البوح به

الا بتغنيها بهذه الابيات :


اهواك يابشر دون الناس كلهم

،،،،،،،،،،،،،،،، وغيرك يهواني فيمنعه صدي


تمر ببابي لست تعرف مالذي

،،،،،،،،،،،،،،، اكابد من شوقي اليك ومن بعدي


فياليتني ارض وانت امامها

،،،،،،،،،،،،،،،، تدوس بنعليك الكرام على خدي


وياليتني نعلا أقيك من الحفا

،،،،،،،،،،،،،،،،،،وياليتني ثوبا أقيك من البرد


تبات من خلى البال من ألم الجوى

وقلبي كواه الحب من شدة الوجد


،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،وأنك قصرت عني ولم تزر


فلابد بعد الصد أدفن في لحدي


ولكن كتمانها وتغنيها بهوى بشرلم يطفئ جواها ، بل زاده اشتعالا وبرح

بها واستنفد ما بقي عندها من صبر وكان لابد من البوح.ولكن لمن؟


وبعد تقليب أمرها استقر رأيها ان تأخذ العهد على جاريتها ان تكتم

امرها،وان تخبر بشرا بامرها فأقسمت الجاريه . ولما استوثقت من

صدقها كتبت ما يعتلج في نفسها في كتاب وارسلته معهاالى

بشر،فلما قرأه ووقف على النار المشتعله في صدرها


سال الجاريه: هل هي بكر ام متزوجه ؟


فقالت :ان لها زوجا بالمدينه.


فكأنما ألقت على رأسه صخرة ترنح بسببها لحظه،ثم تماسك وزفر:

لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ثم كتب في الكتاب هذه الابيات:


عليك بتقوى الله لا تقريب الزنا


،،،،،،،،،،،،،،،،،،ولا تطلبي الفحشاء فذلك مفسد


استغفر مما هممت بفعله


،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،نهى الله عنه والنبي محمد


اما تذكري يوم الحساب وهوله


،،،،،،،،،،،،،،،،،،،وما للفتى مال ولا شئ يفتدي


وان تطلبي قربي فبعدي اجود


،،،،،،،،،،،،،،،فخافي عقاب الله والتمسي الهدي


وما ان قرأت هند كلام بشر حتى اشتعلت جذوة الحب داخلها اكثر

وأكثر ، وسالت دموعها، ونسيت نصائحه المذكوره بالله ،وكتبت ما تحس

به أليه وهو:


اما تخشى الأله فانني لفي


،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،حسرة من لوعتي وتسهدي


فأن زرتني يا بشر احييت مهجتي


،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،وربي غفور بالعطايا باسط اليد



وعادت جاريتها الى بشر،وفي وجهها استعطاف مما ترى من حال

سيدتها، لكن ذلك لم يزده الا عفة وتذكرا لله فكتب لها:


أيا هند هذا لا يليق بمسلم


،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،ومسلمة في عصمة الزوج فأبعدي


اما تعلمي ان السفاح محرم


،،،،،،،،،،،،،،،،فحولي عن الفحشاء والعيب وأرشدي


بهذا نهى النبي محمد


،،،،،،،،،،،،،،،،،،فتوبي الى مولاك يا هند وارشدي





يتبع