الحمد لله الذي خلق كل شيء فأحسن خلقه وترتيبه، وأدب نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم فأحسن تأديبه، وزكى أوصافه وأخلاقه ثم اتخذه صفيه وحبيبه، ووفق للاقتداء به من أراد تهذيبه؛ وحرم عن التخلق بأخلاقه من أراد تخييبه وصلى الله على سيدنا محمد سيد المرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم كثيرا وبعد السلام عليكم ورحمة الله اخوة الايمان لا تعجبوا من قولهم هذا فقد سالوا سيدنا موسى اكبر من هذا وقالوا ارنا الله جهرة

عن سعيد بن جبير، قال: قالت بنو إسرائيل لموسى عليه السلام: أينام ربك؟ فقال موسى: اتقوا الله، قالوا: أيصلي ربك؟ فقال موسى: اتقوا الله، فقالوا: فهل يصبغ ربك؟ فقال موسى: اتقوا الله، فأوحى الله تعالى إليه: إن بنو إسرائيل سألوك أينام ربك فخذ زجاجتين فضعهما على كفيك ثم قم الليل، قال: ففعل موسى عليه السلام لما ذهب من الليل نعس موسى عليه السلام فوقع لركبتيه، فقام فلما أدبر الليل نعس موسى أيضاً فوقع أيضاً فوقعت الزجاكتان فانكسرتا، فقال عز وجل: لو نمت لوقعت السموات والأرض ولهلك كل شيء كما هلكت هاتان، قال أشعث، عن جعفر، عن سعيد: وفيه نزلت " الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم " . " البقرة 255 " . قال: وسألوك أيصبغ ربك؟ فأنا أصبغ الألوان كلها الأحمر والأبيض والأسود، وسألوك أيصلي ربك؟ فإني أصلي وملائكتي على أنبيائي ورسلي فذلك صلاتي.
وعنه ايضا قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، فمر رجل من المسلمين على رجل من المنافقين، فقال: النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأنت جالس؟ فقال: امض لعملك إن كان لك عمل، فقال: ما أظن إلا سيمر عليك من ينكر عليك، فمر عليه عمر بن الخطاب، فقال له، يا فلان إن النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأنت جالس؟ فقال له مثلها، قال: هذا من عملي، فوثب عليه فضربه حتى انبهر ثم دخل المسجد، فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلما انفتل النبي صلى الله عليه وسلم قام له عمر، فقال: يا نبي الله مررت على فلان آنفاً وأنت تصلي، فقلت له: النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأنت جالس؟ فقال: مر إلى عملك،

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " فهلا ضربت عنقه " ، فقام عمر مسرعاً، فقال: " ارجع فإن غضبك عز ورضاك حكم، إن لله تعالى في السموات السبع ملائكة يصلون له غني عن صلاة فلان " ، قال عمر: وما صلاتهم يا رسول الله؟ قال: لم يرد عليه شيئاً، فأتاه جبريل فقال له: يا نبي الله سألك عمر عن صلاة أهل السماء، فقال: " نعم " ، فقال: اقرأ على عمر السلام وأخبره أن أهل سماء الدنيا سجود إلى يوم القيامة، ويقولون: سبحان ذي الملك والملكوت، وأهل السماء الثانية ركوع إلى يوم القيامة، يقولون: سبحان ذي العزة والجبروت، وأهل السماء الثالثة قيام إلى يوم القيامة، يقولون: سبحان الحي الذي لا يموت.

و عنه قال: لما أهبط آدم إلى الأرض كان فيها نسر " في البر " ، وحوت في البحر، ولم يكن في الأرض غيرهما، فلما رأى النسر آدم وكان يأوي إلى الحوت ويبيت عنده كل ليلة، قال: يا حوت لقد أهبط اليوم إلى الأرض شيء يمشي على رجليه ويبطش بيديه، فقال له الحوت: لئن كنت صادقاً فمالي في البحر منه ملجأ، ولا لك في البر منه مهرب