الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد السلام عليكم ورحمة ايه الاخوة والاخوات باب ترويح القلوب وتنبيهها وما به النفس ترتاح من مباح المزاح
قال عبد الله بن مسعود: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يتخوَّلنا بالموعظة مخافة السّآمة علينا.
وكان عليُّ بن أبي طالب يقول: إنّ هذه القلوب تملّ كما تملُّ الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكمة.
وقال عليٌّ رضي الله عنه: نبّه بالتفكّر قلبك، وجاف عن النوم جنبك، واتق الله ربّك.
قال أبو الدّرداء: إني لأستجمُّ قلبي بشيءٍ من اللّهو، ليكون أقوى لي على الحقّ.
قال عبد الله بن مسعود: أريحوا القلوب، فإن القلب إذا أكره عمى.
قال الأصمعىّ : وصلت بالعلم ، وكسبت بالملح.

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمزح مع اصحابه ولا يقول الا حقا وكذلك داب ساداتنا الكرام فلماذا لا نمزح ونقول حقا وندخل السرور على بعصنا البعض قتبسمك في وجه اخيك صدقة احب لاخيك كما تحب لنفسك وادخل السرور على قلبه ولا تكن عبوسا قمطريرا فيهرب كل من حولك
قال عبد الرحمن بن أبي الزّناد : قلت لأشعب : أنت شيخ كبير ، فهل رويت شيئاً من الحديث ؟ قال : بلى! حدثني عكرمة عن ابن عباس ، عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم ، أنه قال : خصلتان من حافظ عليهما دخل الجنة. قلت : وما هما ؟ قال : نسيت أنا واحدة ، ونسى عكرمه الأخرى.
أخذ قومٌ في قطع ، فقدّموا لضرب أعناقهم ، فقام منهم واحدٌ ، وقال : اللّه اللّه فيّ ، فو اللّه ما كنت في شئٍ مما كانوا فيه ، وإنما كنت أشرب معهم وأغنّى لهم ، فقالوا : هات فغنّ لنا ، فارتجت عليه الأشعار إلاّ قول الشاعر :
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ... فكلّ قرينٍ بالمقارن مقتدى
فقالوا : صدق. اضربوا عنقه.

كان بعض الامراء يتشاءم بالحول ، فمتى رأى أحول ضربه بالسّياط ، وربما ضرب بعضهم خمسائة سوط ، وحدث أنه ركب في بعض الأيام ، فرأى أحول فأمر بضربه ، وكان الأحول جلداً ، فلما فرغ من ضربه ، قال له : أيها الأمير! أصلحك اللّه ، لم ضربتني ؟ قال : لأني أتشاءم بالحول. قال : فأينا أشدّ شؤماً على صاحبه ، أنت رأيتني ولم يصبك إلاّ خير ، وأنا رأيتك فضربتني خمسائة سوط ، فأنت إذا أشد شؤماً. فاستحيا منه ولم يضرب بعده أحداً.
كانت في سعيد بن فروخ بن القطان ، والد يحيى سعيد الفقيه ، غفلة شديدة مشهورة ، فخرج يوم الجمعة وقد تهيأ للصلاة ، فلقى رجلا من أهل البصرة كثير المزاح ، فقال له : قد أخروا الجمعة إلى غد ، فقال : حسن. ورجع إلى منزله.
قال الأصمعىّ : قدم تاجرٌ من أهل الكوفوفة المدينة بأحمزة فباعها كلها إلاّ السّود منها ، فلم تنفق ، وكان صديقاً للدرامىّ الشاعر ، فشكا ذلك إليه ، وقد كان الدرامىّ تنسّك ، وترك الشعر والغناء. فقال له : لا تهتمّ بذلك فإنّي سأنفقها لك حتى تبيع جميعها إن شاء اللّه تعالى ، ثم قال :

قل للمليحة في الخمار الأسود ... ماذا صنعت بزاهدٍ متعبّد
قد كان شمر للصلاة ثيابه ... حتّى عرضت له بباب المسجد
ردّى عليه صيامه وصلاته ... لا تقليه بحقّ دين محّمد

فشاع قول الدرامىّ هذا في الناس : وقالوا : رجع الدرامىّ عن نسكه ، وعاد إلى فتكه ، فلم يبق في المدينة امرأة ظريفة إلا ابتاعت خماراً أسود حتى نفد ما كان منها مع العراقي ، فلما علم الدراميّ ذلك ، رجع إلى نسكه ولزم المسجد. والدراميّ هذا أصله مكىّ ، ثم انتقل إلى المدينة زمن عمر بن عبد العزيز ، وعاش إلى خلافة بني العباس ، وانقطع إلى عبد الصمد بن على وكان شاعراً مطبوعاً ، ترك ذلك وتنسك ، وهو القائل :
ولما رأيتك أوليتني ال ... قبيح وباعدت عنّي الجميلا
تركت وصالك في جانب ... وصادفت في النّاس خلاّ بديلا

اما هذه الفاتنة التي لا مثيل لها والتي شاع ذكرها في الافاق والذي لا يستطيع احد في العالمين منافستها فهي في الاسفل تنتظركم
*

*

*

*

*

*

*

*


منتديات الفرات