دهر تفننا بنا وزاد تفننا


قاصر الفرحِ وكاذب الثنا


يحمل إلينا الهم عوداً


وبدأ يكتب بنا ما جنى


آه على عمرنا كيف مضى


فقرأ يصحبنا وعادنا الغنى


كلما برزت للصباحِ أحلامنا


قتلنا بسهام الحلمِ والقنا


زمن يكشرُ أنيابه لعباً


فلو استطعت لقتلت الزمنا


لا تكتب الجراح ولا ترسمها


كيف ترسمُ من به مات المنى


ولا أشكو صبابة دهرٍ أعمى


لاني تعلمت فنون الضنى


هاكم عيوني عبرى شجيةً


وكل ما فيها لكم حلماً وسنا


كلما غرد الطير حسدوهُ


فالنوح سمته وقالوا اسمعنا


أنا يا دهرُ عففتُ عنك


وحملت الجبال والظهر ما انحنى


وطراً شكت الأنجم همها


فما بال سماك لا تسمع نجمنا


فرحت تحني رأسك للشهبِ


وكأنك عُميت عن سنا أقمارنا


أغفوت عن طيب مباسمنا


أم انك طويت كشحك عنا


ما ضرك إن مررت بطيبةً


وتتلو عشق العذارى بنادينا


هل ارتهنت الأيام بوصلكَ


أم أنت للوصلِ صرت مرتهنا


لغير الحسينُ ما ذرفتهن قط


وقد يطوي الزمان أسرارنا


لكني أعفرُ خدي فوق أعتابهِ


وكأني أسمو بطيب ألهنا


أرضى لو تدوس أقدامهم رأسي


وأكون درباً للزائرين ووطنا


رفقاً أيها الدهر فهذه النفوس


تمحو أسماءها لزيارتهِ والكنى


وكل نفسٍ تصرخ حسينها


وتلوك الزمان وطيب المجتنى


تلك هي قلوبهم حسينيةً


كلها حباً له ورونقها الثنا



3/3/2011
العـ عقيل ـراقي