
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزير سالم
بسم الله الرحمن الرحيم
من سنة إحدى عشرة يوم وفاة خاتم النبيين صلوات الله عليه وآله وقد صادفت يوم الاثنين من أيام الاسبوع باتفاق الآراء وكان له عندئذ من العمر ثلاث وستون سنة هبط عليه الوحي وله أربعون سنة ثم دعا الناس الى التوحيد في مكة مدة ثلاث عشرة سنة ثم هاجر الى المدينة وقد مضى من عمره الشريف ثلاث وخمسون سنة وتوفي في السنة العاشرة من الهجرة، فبدأ أمير المؤمنين (عليه السلام) في تغسيله وتحنيطه وتكفينه ثم صلى عليه ثم كان الاصحاب ياتون أفواجاً فيصلون عليه فرادى من دون إمام يأتمون به وقد دفنه أمير المؤمنين صلوات الله عليه في الحجرة الطاهرة في الموضع الذي توفي فيه. عن أنس بن مالك قال: لما فرغنا من دفن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) أتت إليَّ فاطمة (عليها السلام) فقالت: كيف طاوعتكم أنفسكم على أن تهيلوا التراب على وجه رسول الله ثم بكت وقالت: ياأبتاه اجاب ربّاً دعاه ياأبتاه من ربه ماأدناه... الخ.وعلى رواية معتبرة أنها أخذت كفّا من تراب القبر الطاهر فوضعته على عينيها وقالت:
ماذا على المُشتَمِّ تُربَة foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?َ *** أن لايَشَمَّ مَدى الزَّمانِ غَوالِي
صُبَّتْ عَلَيَّ مَصائِبُ لَوْ أَنَّها *** صُبَّتْ عَلى الأيامِ صِرْنَ لَيالِي
وروى الشيخ يوسف الشّامي في كتاب الدّرّ النظيم أنها قالت فـي رثـاء أبيهـا:
قُـلْ لِلمُغَيَّبِ تَحْتَ أَثْوابِ الثَّرى *** إن كُنْتَ تَسْمَعُ صَرخَتي ونِدائِي
صُـبَّت عَـليَّ مَصائِبُ لَو أَنَّه *** صُـبَّتْ على الاَيامِ صِرْنَ لَيالِي
قَـد كُنْتُ ذاتَ حِمىً بظِلِّ مُحَمَّدٍ *** لا أخشَ من ضَيمٍ وكانَ حِمىً لِي
فَـاليومَ أَخـضعُ لِـلذَّلِيلِ وأتَّقي *** ضَـيمِي وَأَدفـعُ ظالِمي بِردائِي
فَـإذا بَـكتْ قَـمَريّةٌ فـي لَيلِه *** شَجَنا على غُصنٍ بَكيتُ صَباحِي
فَـلاجعَلَنَّ الحُزنَ بَعدَكَ مُؤنِسي *** ولا جـعَلنَّ الـدَّمعَ فِيكَ وِشاحِي
بأصواتٍ حزينة .. و قلوبٍ كئيبة .. و أرواحٍ والهة و دموعٍ هاملة .. و أكبادٍ مقرّحة ..نستقبل ذكرى رحلة نبي الرحمة .. و شفيع الأمّة الرسول الأكرم :
محمد بن عبدالله (صلّى الله عليه و آله و سلّم)
الذي بَعثه الله سبحانه و تعالى منقذاً للبشرية ، و اختاره من بين الرعيّة ، ليكون هدىً و ذكراً و نوراً ؛ و اصطفاه لتبليغ الرسالة السماوية ..
ونعزي صاحب العصر والزمان والأمة الإسلامية بذكرى وفاة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله صلاة لا يحصي لها الخلائق عددا
مـن بين آهـاتــي وعــزائي ×× رفعت للمعبود دعائي
بالمصطفى خير الشفعائي ×× عقدت يا ربــاه رجائي
وعظم الله اجوركم واجورنا بهذا المصاب الجلل