على مذبح الحقيقة
(قصة )
مواطن متذمر قدم طلب الى قاضي المحكمة يطلب فيها بان تدفنه المحكمة وهو حي يرزق
احتجاجا على سوء تصرف الحكومة تجاه الشعب ويطلب ان يكتب على قبره
((عاش متذمرا لايرضى بان تكون الافواه العميلة تنطق بخلاف الحقيقة ))
ودار بينه وبين القاضي الحوار التالي
القاضي :ايها المواطن لماذا تقدمت بطلب الى المحكمة تطلب فيها ان ندفنك حيا ؟؟
ولماذا لم تنتحر من مكانك وبدون ضجة
المواطن : سيدي القاضي ؟اخشى ان يضعوا علامة على قبري يكتبون فيها (انتحاري ارهابي )
عندها لاتكون قيمة لموتي بعد لم تجعلوا قيمة لحياتنا
بينما عندما اطلب من المحكمة ان تدفني حيا فسيتبين السبب بإني ساخط على الحكومة واعمالها
القاضي : ولماذا انت ساخط على الحكومة
هل فعلت لك الحكومة امرا يسيئك
المواطن : كلاياسيدي بل ان الحكومة لم تعمل اصلا أي امر يسر الشعب او ينفعه
القاضي : عجبا "" وهذه الاموال التي تصرف والمشاريع التي تقام وكل هذا الامن والامان وتقول الحكومة لم تقدم للشعب امرا يسره وينفعه
المواطن : أي مشاريع واي اعمال سيدي
فانا لااسمع صوت المشاريع بل اسمع فقط ازيز المولدات الخاصة وخلال اربع وعشرون ساعة
مما يعني انه لاكهرباء توفرها الحكومة اصلا
وارى الناس تشتري عبوات الماء للشرب في المساجد والبيوت بل وحتى طلبة المدارس
مما يعني ان الحكومة لم توفر للشعب حتى قطرة الماء
وارى الناس تغلق بيوتها باحكام ولاتنام الا وهم يقرأون آيات الحفظ من القرآن
لتدفع عنهم شر طوارق الليل والنهار مما يعني انه لا امان يوجد اصلا
وارى اطفالنا وافلاذ اكبادنا بدل ان يزدهروا وتتفتح براعمهم في الحدائق الغناء والحنان الابوي
اراهم يتسكعون من شروق الشمس مع اكوام النفايات والمزابل ليجمعوا قواطي الفانون
وتنوء ظهورهم النحيلة تحت اكياس الفافون الحارقة في حر الظهيرة وفي هذا الصيف اللاهب
فاي مشاريع تتحدث عنها سيدي القاضي واي امان
القاضي : لاتنسى ان العراق جريح ولن يتعافى الجريح بين يوم وليلة
المواطن : كلا يا سيدي لم انسى ان الكويت الجريح تعافى بشهر واحد فقط وهو الهزيل
ولكن لنقل
((ان حكومة الكويت تعمل لراحة شعبها بينما حكومتنا الموقرة تعمل لتزيد الطين بلة ))

القاضي : انت مخطئ ايها المواطن المتذمر فالحكومة لم تزد الطين بلة بل هم الارهابيون والمجرمون
وستعاقبهم الدولة وتحاكمهم
المواطن : سبحان الله سيدي متى سمعت عن تحقيق جسر الائمة
هل تمت محاكمة الارهابين في جسر الائمة
هل تمت محاكمة المجرمين في احداث سرامراء وتفجيرات المرقدين الطاهرين
هل تمت محاكمة المجرمين من سراق المصارف
هل تمت محاكمة من سرق حصتنا التموينية وقوت عيالنا
هل تمت محاكمة القاضي الذي وافق على كفالة بمبلغ خمسون مليون مقابل سرقة بالمليارات
هل تمت محاكمة من خطف وعذب واغتصب وقتل واحرق الاحياء
القاضي :: (((يبقى حائرا لايجيب )))
المواطن : سيدي سؤال من فضلك
القاضي : نعم اسئل
المواطن: سيدي عذرا ولكن هل انت عراقي
القاضي : نعم ولكن لماذا
المواطن : سيدي كل عراقي يعلم بهذه الامور فكيف لاتعلم بها جنابك
القاضي : (((يطرق في صمت ))) ثم يستانف الحوار مع المواطن
(ولكن لماذا انت متذمر لهذا الحد )
المواطن : سيدي انني متذمر وساخط جدا لانني اعيش في منطقة تصلها الكهرباء فقط لساعتين وتنقطع عنها اثنتين وعشرين ساعة
بينما اقاربي في المنطقة المقابلة تصلهم الكهرباء لاثنتين وعشرين ساعة (وتنقطع فقط ساعتين لكي لاتصيبها العين بالحسد )
القاضي : ربما كان سيكنها احد النواب في الحكومة
المواطن: لاياسيدي بل قل لانه يسكنها موظف في مديرية الكهرباء فلا يقطع عنها الكهرباء
القاضي :؟؟؟؟؟؟؟
المواطن : فكرت ياسيدي ان انتقل لها ولكن اخبروني ان فيها كارثة
القاضي : وأي كارثة (الله يستر)
المواطن : ليس في تلك المنطقة موظف يعمل في مديرية الماء فالماء دائما مقطوع عنها
القاضي : عجيب
المواطن : سيدي هناك اعجب فكرت ان انتقل للمنطقة الثالثة وو
القاضي : يقاطعه ؟ وهل انت متنقل بين المناطق
المواطن : كما تعلم سيدي كنت اسكن في التجاوز الا ان سائق الشفل التابع للبلدية لم يرحمني
ولان رئيس الدولة لايرحم فالمحافظ لايرحم ولان المحافظ لايرحم فالتابع لايرحم ايظا وهكذا كتب عليي القضاء والقدر ان اعيش في الايجار
القاضي : اكمل
المواطن : فكرت ان انتقل للمنطقة الثالثة ولكن غيرت رايي
القاضي : لماذا
المواطن : سيدي لايوجد في تلك المنطقه موظف يعمل في البلدية لذالك ترى النفايات اعلى من اسيجة البيوت
القاضي : وماهو الحل برايك ؟؟؟ ان تموت وتنتحر
المواطن منتديات الفرات اريد ان اعيش متذمرا واموت ساخطا ليحيى العراق )
القاضي : طيب لماذا لا تشتكي وتطلب من الحكومة ان توزع حصة الكهرباء والماء والخدمات بالتساوي
المواطن ::كيف تقول هذا سيدي انه مخالف للدستور
القاضي : (((يقف على قدميه ))) ماذا ؟؟؟؟
المواطن :نعم سيدي القاضي انهم يطبقون الان فدرالية المناطق والاحياء والله يستر اذا طبقوا فدرالية المحافظات
***
((يسقط القاضي على كرسيه بينما يسقط الدستور على حقيقته ويخرج المواطن المتذمر حاملا صحيفته بيده ليبحث عن قاض اخر ليطلعه على الحقيقة ))